ماذا تعني لك القراءة؟
ماذا تعني لك القراءة؟
يحتاج المعلمون إلى وقفات حقيقية مع النفس عمَّا يقدمونه لطلابهم، لذا على كل معلم أن يسأل نفسه “ماذا تعني لك القراءة؟”؛ فالقرَّاء على نوعين: قرَّاء عمليون وقراء جماليون، فالعمليون يتخذون موقفًا عمليًّا اتجاه القراءة فيرونها وسيلة لاكتساب المعرفة، فهم يقدِّمون القراءة بوصفها سلسلة من المهارات يجب إتقانها، وهي طريقة تسري من الخارج إلى الداخل، في حين أن القراء الجماليين هم من يرون القراءة رحلة شعورية وفكرية، بنظرة نابعة من الداخل إلى الخارج، فكلاهما يقدِّمان تدريس القراءة بصورة مختلفة، لكنَّ المعلمين الجماليين يمارسون دورهم كقرَّاء مع طلابهم بصورة صادقة، فيقضون وقتًا أطول في الاستمتاع بالقراءة في الفصل.
ولتحسين القراءة لا بدَّ من تنمية حب القراءة بداخلك كمُعلِّم، وأن تلتزم بقدر محدد من القراءة يوميًّا، وأن تختار كتبًا تهتم بها بصفة شخصية، فحاول أن تقاوم اختيار كتاب ما لأنك تعتقد أنه يمكنك استخدامه في التدريس لاحقًا، كما أن عليك أن تقرأ مزيدًا من كتب الأطفال، لأن كتب الأطفال تساعدنا على فهم طريقة تفكيرهم، أيضًا احصل على ترشيحات من طلابك، فعندما تقرأ ما يقرأه الطلاب تكتسب معرفة بشأن تفضيلاتهم وأذواقهم، كما أن عليك البحث عن ترشيحات للقراءة من مصادر مجال صناعة الكتب، فالاستعانة بمواقع الإنترنت والمجلات المتخصصة في مجال الكتب فرصة جيدة للترشيحات، وحاول أن تعدَّ دفتر القارئ الخاص بك، وأخيرًا تأمل ما تقرأه.
من اللازم الوقوف مع بعض الممارسات التقليدية التي اعتاد المعلمون ممارستها تلقائيًّا، فمن تلك الممارسات مثلًا الروايات المفروضة على الفصل بأكمله. هنا.. دعونا نسأل إذا كان اشتراك الفصل في قراءة كتاب واحد لا يحسِّن قدرة الطلاب على القراءة أو يزيد استمتاعهم بها، فما الهدف من هذه الممارسة إذن؟ فاعتماد كتاب واحد يقرأه الطلاب لا يتيح للطلاب فرصة استكشاف أذواقهم الشخصية في نصوص القراءة، ويضيِّق منظورهم للقراءة لتكون مقتصرة على كونها مهمة مدرسية مكلفين فيها بالتحليل المبالغ فيه للنصوص الأدبية، لذا يجب أن يكون هناك توازن بين ضرورة تعليم الطلاب الأدب وضرورة تيسير تطورهم ليصبحوا قرَّاء لمدى الحياة.
الفكرة من كتاب الهامسون بالكتب
“يفتقر بعض الطلاب إلى الثقة في قدرتهم على تحقيق أهدافهم، لكن باستطاعتهم فعل ذلك”.. تقدِّم لنا دونالين عن طريق عرض قصتها الشخصية رؤية لما يبدو عليه برنامج القراءة الفعَّال، ومدى السهولة التي يمكن تنفيذه بها، وذلك لإيمانها بأنَّ داخل كل إنسان قارئًا كامنًا، لكنه يحتاج فقط إلى من يُحيي هذا القارئ فيه، فتقدِّم التفاصيل العملية لبرنامج قراءة مستقل يناسب الأطفال، وتوضِّح كيف يمكن لأي معلم الإنصات بذكاء لطلابه والرد عليهم، والوصول بهم إلى تكوين علاقة حقيقية مع القراءة.
مؤلف كتاب الهامسون بالكتب
دونالين ميلر Donalyn Miller: معلِّمة لغة ودراسات اجتماعية، حصلت على جوائز تعليمية كثيرة منها: معلمة العام لمنطقة تكساس، وجائزة إدموندج، وشاركت في تأسيس مدونة نادي نيردي للكتاب، والتي توفر الإلهام اليومي وترشيحات الكتب والموارد والنصائح عن تربية القراء الصغار وتعليمهم.
تشغل حاليًّا منصب سفير الدعوة في مجال القراءة المدرسية، ومن أبرز مؤلفاتها: القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة.