لحظة اكتشاف وتنوير
لحظة اكتشاف وتنوير
ماذا لو استيقظتَ فجأة واكتشفتَ أنك تملك شخصيّة أُخرى غير تلك الظاهرة عليك؟ وماذا لو أدركتَ بأنك تقمّصت سمة وتجاهلت أُخرى، وأنك شخص غير هذا الذي أنت عليه الآن؟! إنّها لحظة صحوة نبصر فيها حقائق كثيرة عن أنفسنا، كمَا أنها لحظة تنوير نكتشف من خلالها أننا عبّرنا عن كينونتنا بشكل ناقصٍ وغير كافٍ، وهذا لأننا ترعرعنا بشكلٍ تقليدي يحمل رموزًا معينة قلّما تتغيّر، ناهيك بأننا نتدرب على التفكير والشعور وفق شكل محدد ومعروف، فالرجل الذي ترعرع بين عائلة تقدِّس العقل سوف يكبر وهو يظن أن عقله هو الوسيلة الوحيدة للتواصل مع العالم، ولن يتفهم أمور الحدس والخيال والمشاعر، على الرغم من أنها أمور مهمّة توجد داخل نفسه الضائعة.
إنّ لحظة الصحوة مميّزة، وقد تكون مخيفة، فهي تحدث نتيجة للحظة إدراك أو لظهور كابوس في أثناء النوم، أو آثار تجربة تجعلك مُختبِرًا لزاوية جديدة في حياتك، فهل تعرف مثلًا شخصيّة المرأة التي تقوم بدور الأم مع الجميع؟ إنها تلك التي أخذت عهدًا بأن تهتم بالعالم، فتجدها تندفع بأمومة نحو الشريك والعائلة والأصدقاء، بل ربما تشعر أنهم ينادونها بأمّي! وقد تراهم بوجوه أطفال كي تلبي ما تبرمجت عليه ذاتيًّا، ولكنّها قد تتعرّض لشيء يخبرها بأنها ليست أُمًّا لأحد، مما يجعلها تنظر بعيونٍ حديثة، وتنفصل عن طبيعة الأمّ وهي تبحث في نفسها عن شيء مختلف لا علاقة له بالأمومة التي كلَّفتها رعاية الجميع، كما سوف تلاحظ تميّزها بالنّفس العقلانيّة التي تُجيد الحزم في بعض المواقف.
ويوجد أيضًا ذلك الشاب الذي دفن طفله الداخليّ ونجح في كونه رائدًا غنيًّا وسياسيًّا عظيمًا، ولكنه لطالما افتقد شيئًا ما في حياته، إنها الحميمية الصادقة، فالتواصل مع العالم لا يكون فقط بالنجاحات والمال، فقد دفن هذا الشاب هشاشته منذ فترة طويلة، وتعايش مع فكرة الخوف من الهجران والأذى، لكن.. وفي لحظة تنوير معيّنة سوف يكتشف حقًّا أنه بحاجة إلى المحبّة الحميمية الصادقة.
الفكرة من كتاب فنّ احتواء الذات.. دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخليّة
متى كانت المرّة الأخيرة التي تحاورتَ فيها مع ذاتك؟ بالطبع يا صديقي ستُصدم من سؤالي، لأننا لا نتحاور مع ذواتنا أصلًا، على الرغم من أن منهج الحوار مع النّفس أحد أقوى الأدوات الموصلة إلى النضج الشخصي، وهو وسيلة لتحسين الوعي، إذ إنّه يساعدنا على استكشاف أعماقنا وشخصيات الظلّ المنبوذة بداخلنا. وهذا الكتاب سيُعلِّمنا معنى التحاور مع الذات وكيفية الكشف عن الأنفس المتعددة.
مؤلف كتاب فنّ احتواء الذات.. دليلك العملي لفهم نفسك والاستماع إلى أصواتك الداخليّة
د. هال ستون: عالم نفس سريري وُلِد عام 1927، تخرّج في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس عام 1953، وتوفي في شهر مايو عام 2020.
د. سيدرا ستون: وهي زوجة الدكتور هال ستون، وُلدت عام 1937 في بروكلين، نيويورك، بالولايات المتحدة.
ومن مؤلفاتهما:
Partnering: A New Kind of Relationship
The Shadow King: The Invisible Force That Holds Women Back
معلومات عن المُترجِمة:
داليا هشام سباعي: كاتبة مصرية الجنسيّة مهتمة بمجال الترجمة، ومن ترجماتها: الدماغ الليلي.