لا تخسر ابنك
لا تخسر ابنك
ألم تسأل نفسك كمُربٍّ: هل وضَّح لي القرآن طرقًا لتربية أبنائي على العبادات ولو بطرق غير مباشرة؟ إذا كنت ممن تساءلوا بالفعل فالإجابة هي نعم، فقد اتضح في عدة مواضع حين عرض الله العقاب والثواب لمن يتبع أوامره ويدخل الجنة، ولمن يخالف أوامر الله (عز وجل) من العذاب، وعرض أيضًا صفات المؤمن والكافر، كي تفرق بينهما، وهذا ينبِّهك إنك كمُربٍّ من الممكن أن تعرِّف أبناءك عواقب التقصير في الصلاة والثواب الذي يحصل عليه من الانتظام عليها، كي تُرغِّبهم فيها، وأيضًا يشعرون بالخشية قليلًا من الله (عز وجل)، لكن لا تفعل ذلك مع الصغار ممن هم في عُمر ست سنوات أو أقل، لأن هذا قد يزرع في داخلهم النفور والخوف الشديد ويأتي بنتيجة سلبية عليهم أكثر.
لذا احذر أيها المُربي أن تهدم البُنيان الصحيح الذي تسعى لبنائه على حق فقط بأسلوب مُنفِّر أو كلمة في غير محلها، فإياك أن تلوم وتصرخ في وجه أطفالك أمام أصدقائهم أو أقاربهم بسبب تأخيرهم للصلاة، أو تسرد أخطاءهم أمامهم أو تنتقدهم بشدة، إياكم أن تسبِّبوا الحرج لهم أيًّا كانت درجة قرابة الشخص الذي تفعل أمامه هذا، فهذا يسبِّب لهم كراهية ونفورًا أيضًا من العبادة ومنك، وإذا أردت تنبيه طفلك وهو مع أصدقائه على وقت الصلاة فاعرض عليهم أن يصلُّوا معك في جماعة أو يصلُّوا معًا جماعة وحُثَّهم على ذلك في بشاشة وهدوء ودون توجيه النقد إليهم أيضًا.
وأيضًا مثلما تراعي ظروف ابنك النفسية والوضع الذي هو فيه، علِّمه أن يرتِّب أولوياته من الأهم ثم المهم، فعليه دائمًا أن يضع أداء الصلاة على وقتها أولًا، ثم يأتي بعدها أي شيء، فلا يؤخِّر الصلاة لأجل تدريبه الرياضي أو دراسته أو خروجه مع أصدقائه، ودائمًا كرِّر على مسامعه كلمات طيِّبة تربطه بالصلاة مثل الحمد لله على نعمة الصلاة، أو قل له إن الصلاة تريحني، فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) عنها: “أرحنا بها يا بلال”، وامدحه لو انتظم في الصلاة أمام العائلة والأصدقاء.
الفكرة من كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
الصلاة عماد الدين، وهي ركيزة أساسية في حياة المُسلم، لذا فهي بذرة واجب غرسها في قلب وعقل الطفل المسلم منذ الصغر بأساليب تربوية إبداعية، لأن عقل الطفل عبارة عن لوحة فارغة، وأنت الفنان الذي ترسم بريشتك فيها كما تحب، فإذا أردت إنتاج لوحة خلَّابة عليك الاجتهاد فيها واختيار ألوانها المناسبة، ولأن أفضل أنواع التربية هي التربية عن طريق الربط الإيجابي، فعلى الأمهات والآباء وضع خطط إبداعية لتحبيب أطفالهم في القيام بفريضة الصلاة على أكمل وجه وانتظام منذ بداية إدراكهم، وتعويدهم على العبادات الإيمانية، وربطهم بمعانيها، ويجب أن يجتهد الوالدان في ذلك ويضعان خطة، فلن يكون طفلك ناجحًا في حياته إلا بالصلاة وأيضًا في الآخرة، وعليهم أن يغرسا حب الدين في قلوب أطفالهما، لذا جاء هذا الكتاب ليكون تذكرة للوالدين على جذب أطفالهم إلى الصلاة، وكيف يتعاملون مع أطفالهم لو لم يصلُّوا، لأنهم أمانة ومسؤولية أمام الله (عز وجل).
مؤلف كتاب كيف تجذبين طفلك للصلاة
رضا الجنيدي: كاتبة متخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، ومدرِّبة معتمدة من جامعة القاهرة، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، وتمهيدي ماجستير، ومسؤول قسم تطوير المرأة والطفل بجمعية مجيب السائلين الخيرية، ومستشار نفسي وتربوي بشبكة الألوكة، ولديها عدة كتيبات صغيرة منها: “الشرح التربوي والتعليمي لقصة سميَّة بنت خياط للمراهقين”، و”فنون الحب في الإسلام”، و”ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء”.