كيمياء الحب
كيمياء الحب
الكثير من الناس يقتصرون على خبرات الطفولة السابقة في التعامل مع مشاعر الحب، دون الأخذ في الاعتبار التغيرات الكيميائية والموازين العقلية للحب، وهو ما يجعلهم يعانون في علاقاتهم.
فالتغيرات الكيميائية للمخ التي تحدث للإنسان في حالة الحب، تحدُّ بشكل كبير من قدرته على التصرف المنطقي، والتقييم الموضوعي للطرف الآخر، فوعيه بتلك التغيرات وتأثيرها في مشاعره، يجعله أكثر إدارة لها.
فمثلًا هرمون الذكورة (تيستوستيرون): والذي يُفرَز في الرجال بنسبة أعلى من الإناث، هو المسؤول عن الرغبة الجنسية والإعجاب بالطرف الآخر، و إدراكنا لهذا الأمر يجعلنا أقل تورُّطًا في الدخول بعلاقة غير مناسبة فقط استجابةً لهذه الرغبة المتلاشية مع الوقت.
والشعور بالسعادة العارمة عند الوقوع في الحب يسبِّبها “هرمون “الدوبامين”، والذي يجعلنا نعتاد جرعة معينة من السعادة عند الاقتراب من المحبوب أو حتى مراقبته، فتجعله أشبه بالمادة الإدمانية التي إن قلَّت يدفعنا المخ إلى الاقتراب أكثر منه لزيادة الجرعة، والخطر أن زيادة إفراز “الدوبامين” تسبِّب أمراضًا نفسية، كالهوس بالمحبوب أو حتى تعدد العلاقات، أما إن قل بشكل كبير بعد أشهر من العلاقة فيدل أنها تحتاج إلى التجديد وممارسة نشاطات تزيد من سعادة الطرفين.
وهناك هرمون “النورايبينيفرين” المسؤول عن أعراض القلق والضغط العصبي في بداية العلاقة والخوف من رفض الطرف الآخر لنا، والأعراض الجسدية كسرعة ضربات القلب والأرق، أما إن شعر بها الإنسان رغم مرور أشهر طويلة في العلاقة فهذا مؤشر لفقدانها عنصر الطمأنينة.
وهرمون الحب “الأكسوتوسين” المسؤول عن الانجذاب الجسدي، والأمان، والثقة، والانفتاح على الشريك، وإن زاد عن حدِّه يؤدي إلى العصبية المفرطة التي تهدِّد أمن العلاقة، وإن قلَّ يمكن ضبطه عن طريق التواصل الجسدي للمتزوجين، وقضاء الوقت ومناقشة الأحلام مع غير المتزوجين.
الفكرة من كتاب حبيب نفساني
مَن منَّا لم تشغله كلمة الحب! فالحب العاطفي بين الجنسين من أسمى العلاقات الإنسانية، ويرى الكاتب أن الناس تنظر إليه كمصدر للسعادة في الحياة بجانب المال، لكن الناس عادةً ما تأخذ معلوماتها عن الحب من السينما أو القصص الرومانسية التي تعتمد غالبًا على الجانب الشاعري منه فقط، وربما تصدَّرت لنا العديد من القصص المُسيئة على أنها قصص مثالية يحلم العديد أن يحظى بمثلها؛ لذا في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الحب من رؤيته لزواياه المختلفة المبنية على خبرته كطبيب نفسي، وتجاربه الاجتماعية والنفسية، فيتناول الحب منذ نشأته، مرورًا بكيميائه داخل جسم الإنسان، ومكونات العلاقة الصحية، ومراحل الحب المختلفة، وصولًا إلى العلاقات المسيئة وكيفية التعافي منها.
مؤلف كتاب حبيب نفساني
حاتم صبري: طبيب مصري من مواليد عام 1988م، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ماجستير الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان، وتدرَّب على يد عدد من أساتذة التحليل النفسي في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة والمدير الفني لمستشفى الشمس للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومؤسِّس مؤسسة “بيرسونا” للطب النفسي وعلاج الإدمان، ومحاضر في العلاج النفسي.