كيف يصنع الآباء أحزان الأبناء؟
كيف يصنع الآباء أحزان الأبناء؟
أغلب الآباء يحرمون أبناءهم السعادة بعدة طرق دون أن يلاحظوا، فالبخل لا يكون في المال فقط بل هنالك أيضًا بخل المشاعر، وكلما بخلنا بمشاعرنا على أطفالنا، ازدادوا حزنًا، وكثرت المشكلات التي يفتعلونها من أجل جذب الانتباه. والكلمات السلبية التي تُقال للأطفال تزرع بذور الحزن في قلوبهم، وتحطم تلك الكلمات القاسية ثقة الأبناء بأنفسهم، ويترتب عليها عديد من المشكلات التي كان من الممكن تفاديها من البداية، فمثلًا لو فرقت في المعاملة بين أطفالك بأبسط الأشياء، فسوف يصيب الحزن قلب من شعر بالتفرقة، ولقد كان السلف الصالح يحبون التسوية بين أطفالهم في كل شيء حتى في القبل تأثرًا بحديث رسول الله (ﷺ): «إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم، حتى في القبل».
هل من الصواب القول للطفل عند ارتكابه خطأ، إن الله سيدخلك النار؟ أنت عندما تفعل ذلك أيها المربي العزيز تجعل ابنك يُسيء الظن بالله، وغرس اليأس في قلوب الصغار يعد ارتكابًا لجريمةٍ كبرى، والأب الفقيه هو من يفتح لأبنائه باب الرحمة ويغرس فيهم الأمل، ابنك يمر يوميًّا بالكثير من المواقف والمصاعب والمحن، فهل تكون حاضرًا لمواساته؟ ومر بالكثير من المشكلات فهل كنت حاضرًا للتخفيف عنه؟ ونجح في كثير من المواقف فهل كنت حاضرًا للاحتفال معه؟ أيها الآباء والمربون، اسألوا أنفسكم هذه الأسئلة يوميًّا، وقرروا ماذا ستفعلون من أجل أطفالكم غدًا، وعاهدوا أنفسكم على أشياء تفعلونها معهم بدايًة من الغد، واطلبوا من الله العون والتوفيق.
ويُروى أن أحد الأبناء سأل والده التاجر عن المال الذي يكسبه في الساعة الواحدة، ثم ادخر من مصروفه عدة أشهر كي يشتري ساعة من وقت أبيه كي يجلسا معًا. فإلى أي حد وصل الآباء إلى هذه الدرجة من العمى؟! لذا أيها الأب الكريم، راجع نفسك وأنقذ ما تبقى من حياتك، قبل أن يجري بك العمر، وتنظر إلى الخلف فترى ركنًا من حياتك قد انهار، ولا تكن كالشخص الذي ظل يجمع الأموال لأولاده ولم يتقرب منهم، وعندما كبر ومات اكتشفوا موته بعدها ب ١٥ يومًا .
الفكرة من كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
نحن في زمن تكثر فيه الأحزان والهموم، ولا يُستثنى من ذلك الصغار، فتجد الأحزان تهاجم الأطفال يوميًّا وهم في أشد الحاجة إلى من يُربِّت على أكتافهم، ويزيل أحزانهم. وللنجاح في تلك المهمة، قدم لنا هذا الكتاب مئات الحلول الواقعية البسيطة لمساعدة الوالدين على التغلب على أحزان أطفالهم، عن طريق طرح الكاتب لأكثر المشكلات التي يواجهها الأطفال، وكيف يجب على الآباء حلها بطرق تخلو من الغضب، والعنف، جاعلًا هدفه هو تكوين أسرة سعيدة، تبعث في أفرادها الراحة، والاطمئنان، ولا شيء أحب إلى الله من سرور تدخله على قلب أخيك المسلم. وقد كان النبي محمد (ﷺ) أكثر الناس حرصًا على مواساة الصغار وقت حزنهم
مؤلف كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته: “علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، “علم ابنك كيف يكره أخاه”، “الفتاة لمن تشكو أحزانها”، “فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، “يا بني كن هذا الرجل”، “كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، “بكاء أطفالنا متى ينتهي”، “تربية العظماء”.