كيف تساعد شخصًا يعاني القلق والاكتئاب؟
كيف تساعد شخصًا يعاني القلق والاكتئاب؟
يجب عليكَ أن تعرف أن الشخص الذي يعاني الاكتئاب بحاجة إلى مساعدتك ويُقدِّرها حتى لو لم يُظهر ذلك، ولذا حاول الاستماع له بإنصات دون مقاطعته، وإن رغبت بإعطائه بعض النصائح فقدمها له مع طريقة فعلها، فلا تقل له تمالك نفسك أو ابتسم دون إعطائه خطوات يلتزم بها لفعل ذلك، ولا تأخذ أي شيء مُسيء يقوله لك الشخص المكتئب على محمل الجد، وضع في حسبانك أن الاكتئاب مرض، وحاول القراءة أكثر عنه، وتفهُّم كيف أن أبسط المهمات اليومية تشكل عائقًا كبيرًا أمام المكتئب، وكن دائمًا بجوراه وساعده على التخلص من أي ضغط يهدِّده، والأهم أن تكون صبورًا، واعلم أن الأمر لن يكون سهلاً، بل يحتاج إلى بالٍ رائقٍ طويل، وإياك وجعل المكتئب يشعر بالغرابة من أفعاله، بل تقبَّلها بشكل واعٍ.
وإن كنت تعاني الاكتئاب فهناك عدة نصائح إذا اتبعتها ستتغلَّب عليه، مثل تقدير السعادة عندما تجدها، وكن لطيفًا مع نفسك وزد من ساعات نومك، ولا تندم على الماضي لأنك تجاوزته بالفعل، واستشعر الجمال من حولك في وجه، أو سحابة، أو في ألوان الزهور، ولا تشعر بالذنب وتحُمِّل نفسك فوق طاقتها، وكن شجاعًا وقويًّا واستمر بالمضي قدمًا، وستشكر نفسك على ذلك لاحقًا، وحاول الجلوس والاسترخاء دون فعل أي شيء؛ فقط قم بمراقبة ما يحدث حولك، واستمع إلى عقلك ودعه يفكر دون أن تحاكمه، وتذكر أنك لست غريب الأطوار، فأنت مجرد إنسان وكل ما تشعر به طبيعي، وإياك والقلق بشأن الوقت الذي خسرته وأنت تشعر باليأس والاكتئاب، وفكِّر في كم الوقت الباقي لتستَغلَّه على نحو أفضل.
وقد أوضح الكاتب كيف تعافى من اكتئابه، وأرجع الفضل في ذلك إلى زوجته أندريا، التي قامت باحتوائه ومساندته، فقد كانت تعد له الطعام، وتشجِّعه على الكتابة والقراءة والخروج للتنزه، وتخبره بأن كل شيء سيكون على خير ما يرام.
الفكرة من كتاب أسباب للبقاء حيًّا
الاكتئاب خفي وغامض، كأن تسير بين الناس برأس محترق، ولكن لا أحد يرى النيران وهي تلتهِمك، لذا من السهل أن تشعر بِوصمته، وتعد وصمة الاكتئاب من أقسى الأشياء لأنه مرض الأفكار، ويختلف الاكتئاب من شخص إلى آخر، لأن الألم الناتج عنه يصلنا بدرجات مختلفة ومتفاوتة، وقد وضح المؤلف بين صفحات هذا الكتاب معاناته مع الاكتئاب وكيف تجاوزه، راغبًا بتقديم المساعدة لجميع المكتئبين، لأن الاكتئاب يفقدك لذَّة الحياة، وهذا الكتاب هو الدليل الحيُّ على أن الاكتئاب يكذب ويجعلك تؤمن بأشياء لا وجود لها، كما رغب المؤلف بجعلِنا نؤمن بأن أقدم الكليشيهات التي تقول إن الوقت يشفي الجروح، والضوء ينتظر العابرين في نهاية النفق، وأن الكلمات بإمكانها أن تهبك الحرية، تعطي مفعولًا سحريًا، ولذا عزيزي المكتئب لن تعود مكتئبًا بعد قراءتك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب أسباب للبقاء حيًّا
مات هيغ : كاتب روائي وصحفي بريطاني وُلد عام 1975، درس اللغة الإنجليزية والتاريخ وتخرج في جامعة هال، ويُعدُّ من أهم الداعمين للاهتمام بالثقافة النفسية حول العالم، كتب العديد من الكتب والروايات وكتب الأطفال، تمت ترجمة مؤلفاته إلى أربعين لغة، وفاز بالعديد من الجوائز، وحاليًّا يتم العمل على تحويل رواياته إلى أفلام سينمائية، ومن أهم أعماله: “ملاحظات حول كوكب متوتر”، و”كيف تُوقِف الزمن؟”، و”العائلة الأخيرة في إنجلترا”، و”نادي الآباء الموتى”.
معلومات عن المترجم:
محمد الضبع: مترجم وشاعر يمني، وُلد عام 1991 في جدة، وأنجز العديد من الترجمات الأدبية المتميزة، كان يقوم بنشرها على مدوَّنته “معطف فوق سرير العالم”، وأصدر عددًا من الكتب المترجمة، ومن أهم ترجماته: “سنة القراءة الخطرة”، و”اخرج في موعد مع فتاة تحب القراءة”، و”المدينة الوحيدة (مغامرات في فن البقاء وحيدًا)”، و”رقصة القمر مع آينشْتاين (فن وعلم تذكر كل شيء)”.