كيف تختار كتابًا؟
كيف تختار كتابًا؟
الكتب لها عطرها ورونقها الخاص وبخاصةٍ عند المهووسين بشرائها على حساب أي شيء آخر، وعند الحديث عن الكتب والكتابة لن يتوقف المرء حتى يتذكر أول كتاب قرأه أو أول دفتر سجل به مذكراته أو مشروع كتابة ما، في جميع الأحوال يتغير الإنسان مع الكتب كتغيره مع الزمن، وقد يقابلنا المصابون بـالببلومانيا في شراء الكتب، وهو مرض نفسي ونوع من أنواع الوسواس القهري، ويعبر عن حالة التطرف التي تُصيب الإنسان نتيجة حبه للكتب في اقتنائها بشراهة زائدة، ولهم أوصاف معدودة كالمدمن وغيره، لكن هذه ليست حالة صحية جيدة، فعلى المرء أن يتذكَّر أن لديه مسؤوليات أخرى غير اقتناء الكتب بهذا الإفراط واحتياجات أهم ومتطلبات عائلية أيضًا، لذا يجب أن تضع نسبة معينة لشراء الكتب ولا تتجاوزها وتستعيض عن باقي الكتب بالكتب الإلكترونية، وأيضًا من أماكن بيع الكتب المستعملة أو القراءة من المكتبات العامة، فأنواع مقتني الكتب متعددة، فهناك من يقتنيها حُبًّا للقراءة أو للعلم كطالب مثلًا، أو تفاخرًا وتباهيًا، ولكل شخص نيَّته المختلفة عن الآخر في اقتناء الكتب الورقية.
كما أن على الإنسان أن يكون مُنصفًا في حق نفسه في اختيارهِ للكتب، فلا يحيط نفسه بآراء مُشتِّتة ومتعدِّدة لأشخاص مختلفين حول نوع الكتاب الذي يريد أن يبدأ به رحلة القراءة، بل إن عليه البحث بنفسه والاطلاع مرة تلو الأخرى حتى يصل إلى الكتاب المناسب، وبعد الوصول إليه سيتدرَّج معرفيًّا مرة تلو الأخرى في اختياراته ويعلم ما يريد القراءة فيه ويبحث عنه، ثم يضع له منهجية منظمة، فمن الجيد أن ينظم القارئ نفسه في قراءاته وتطلعاته حسب المعرفة أو العلم الذي يريد الاستزادة منه أو ربما كباحث يريد تقديم بحث أو مشروع حول موضوع ما، لذا كان قول سقراط أكثر واقعيةً وحقيقيةً حين قال: “تكلم حتى أراك” فيُعرف الإنسان باهتماماته وأحاديثه التي يتطلع إليها.
الفكرة من كتاب خارطة القراءة
يقول ابن الجوزي: “وإني أخبر عن حالي: ما أشبع عن مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أقرأه، فكأنني وقعت على كنز”، فالكتب هي نوافذ خارجية وداخلية في هذا العالم، يحيا المرء بمفرده في هذه الحياة حتى يجد الكتب فيجد الصُحبة والمعرفة، ويُحلِّق بعيدًا عن عالمه حين ينغمس في كتاب ما، وقد ترى عوالم وأزمنة مختلفة في الكتب حتى لو لم تعشها، والكاتب هنا يأخذنا في رحلة حول القراءة والكتب ومراحل التدوين، وأيضًا يقودنا إلى قصص كثيرة حول المكتبات وكيف تقرأ؟ وتصاحب كتابًا ممتعًا.
مؤلف كتاب خارطة القراءة
الدكتور حمد بن سليمان الباحوث، كاتب سعودي الجنسية، حاصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن مؤلفاته: “الاحتساب على المخالفات الشرعية في مجال الرواية الأدبية العربية المعاصرة”، والكتاب الذي بين أيدينا.