كيف تبني علاقة ناجحة مع ابنك المراهق؟
كيف تبني علاقة ناجحة مع ابنك المراهق؟
إذا أردنا بناء علاقات ناجحة مع أبنائنا المراهقين فيجب أن نعتمد على عدة وسائل، من أهمها تدريب المراهق على تحمُّل المسؤولية وتعلُّم فن الإنصات والتحاور وتنمية ثقته بنفسه.
تتمثل الوسيلة الأولى في تدريب الأبناء على تحمُّل المسؤولية، وأولى الخطوات لتحقيق ذلك تكليف المراهق بمهام شخصية أو منزلية يلتزم بها وإشراكه في الأزمات التي تمر بها الأسرة، كذلك يجب عدم تنفيذ طلباته التي لا تتناسب مع الظروف المادية والاجتماعية، وتشجيعه على العمل من أجل كسب المال واكتساب الخبرة في التعامل مع الآخرين.
الوسيلة الثانية هي فن الإنصات والتحاور، ومن أهم قواعده أن ننصت لأبنائنا بكل جوارحنا وأن نتحلى بالصبر والهدوء، فالمراهق يعاني من تقلباته المزاجية وانفعالاته الحادة التي تجعل حديثه مشحونًا بالمشاعر والغضب، لذلك يجب ألا ننفعل مهما كان حديثه مستفزًّا، فالصراخ والردود الهجومية تفسد التواصل بين أفراد الأسرة، وفي أثناء الحوار علينا أن نتفادى مقاطعتهم، بل نساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وألا نتسرع في ردود أفعالنا تجاهها، كأن نستخف بها أو ننكرها، كما يجب تجنُّب التعصب لأفكارٍ معينة تمنعنا من تقبُّل أفكارهم.
أما الوسيلة الثالثة فهي مساعدة الأبناء على تنمية ثقتهم بأنفسهم، فالطفل يكتسب من والديه أفكاره عن نفسه، إما أنه عديم القيمة وإما أنه جدير بالحب، وتعد الأساليب التربوية السلبية كالإهانة والتجاهل والانتقاد أسرع السبل لتدمير ثقة الأبناء بأنفسهم، فهي تعطي للمراهق إحساسًا بالرفض والفشل، وعلى المدى البعيد تؤدي إلى إصابته باضطراب “الناقد المرضي”، وهو صوت داخلى ملازم لعقل الشخص الذي يعاني انعدام ثقته بنفسه، فيهاجمه في كل موقف يخطئ فيه أو يتعرض فيه للإساءة ويذكره بنقاط ضعفه فيشعر بالضعف وقلة الحيلة.
إن الوسيلة الأساسية لبناء ثقة الأبناء بأنفسهم هي أن نراقب ما نقوله ونفعله تجاههم، وأن نتقبلهم بجميع صفاتهم الإيجابية والسلبية ونحترم اختلافهم، وألا ندع مخاوفنا من سلبيات معينة في شخصياتهم تسيطر علينا فننتقدهم باستمرار، من ثم إذا أردنا تقويم سلوكٍ معين فعلينا أن نفرق بينه وبين الشخصية، فالشخصية مقدسة ينبغي عدم المساس بها، أما السلوكيات فيمكن التحدث عنها بموضوعية وإصلاحها، كذلك أن تكون توقعاتنا متلائمة مع قدراتهم وأن نحترم ميولهم ولا نتدخل في اختياراتهم خصوصًا في ما يتعلق بدراستهم ومستقبلهم، وأن نحفزهم على ممارسة مواهبهم وتنميتها.
الفكرة من كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة مفترق طريقين؛ إما أن يسير المراهق في الطريق الصحيح، وإما أن يندفع نحو الطريق المظلم، وهنا يتجلى دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم نحو الطريق المستقيم من خلال كونهما قدوةً صالحةً لهم، ومد جسر التواصل مع الأبناء منذ ولادتهم لبناء علاقة أُسرية قوية ناجحة، فينشأ الأبناء نشأة سوية تساعدهم على تجاوز مرحلة المراهقة بسهولة دون الوقوع في مشكلات وانحرافات خطيرة.
وهذا الكتاب كتاب توجيهي تربوي قائم على أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية، أُعِدَّ من أجل مساعدة الوالدين على فهم شخصية ابنهما المراهق، ومعرفة الأساليب التربوية الإيجابية التي تمكنهما من بناء علاقة قوية مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع مشكلاتهم وتقويم سلوكياتهم بطريقة صحيحة تساعد على تنمية ثقتهم بأنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
فاطمة الكِتاني: اختصاصية في العلاج النفسي ومستشارة في العلاقات العائلية، حصلت على الماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة محمد الخامس بالرباط، كما حصلت على الدكتوراه في دراسات الطفولة من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي عضوة في اللجنة التنفيذية لجمعية “حماية الأسرة المغربية” وعضوة في مكتب “منظمة المرأة الاستقلالية”، لها عديد من المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية، ومن مؤلفاتها:
الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف.
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال.