كيف تؤثر المخدرات؟
كيف تؤثر المخدرات؟
ليس كل تجريب للمخدرات يقود إلى إدمانها؛ يستند هذا إلى عوامل عدة كالبيئة والعوامل الوراثية والنفسية، مثل مرضى الاكتئاب والوسواس القهري، ومن عانوا عنفًا في طفولتهم، إذ تزيد احتمالية إدمانهم 10 أضعاف الأشخاص العاديين، وفي أوساط شباب التكنو الاحتفالية والأوساط الرياضية يزيد استهلاك مخدرات النشوة ومشتقاتها، كما أن سياق التعاطي نفسه يؤثر في فرص تعافي الفرد أو استمرار تعاطيه، فمثلًا الأشخاص الذين جربوا التعاطي لأول مرة في ظروف معينة، عندما يتعافون هناك احتمالية كبيرة لأن ينتكسوا مجددًا عند مرورهم بظروف مشابهة، في دراسة أجريت على الجنود المحاربين في حرب فيتنام إذ كان (15 : 20%) منهم مدمنين خلال الحرب، وجد أنهم لم يعودوا للتعاطي مجددًا بعد انتهائها.
تستهدف المخدرات في عملها الجهاز العصبي الذي يتكون من وحدات متآلفة تعرف بالخلايا العصبية، تتكون الواحدة منها من جسم وخيوط وزوائد. تتحرك المعلومات في الدماغ على شكل سَيَّالات عصبية كهربية تنتقل من الزوائد إلى جسم الخلية ومنها إلى الخيط المحوري، يتحول السَّيَّال العصبي إلى نواقل كيميائية مثل GABA وacetylcholine تعبر بين خليتين عصبيتين، وهذا التفاعل يعرف بالمشبك، تسهم في تنظيم السيال العصبي مواد تسمى الأندروفينات، وتعمل أشباهها المخلقة إما على منع التقاط الخلية العصبية للسيال العصبي، وإما على تثبيطه عن طريق تعطيل مستقبلاته.
يساعد أيضًا في عمل المخدرات الجزء المسؤول عن ردود الأفعال والرغبات المسمى بـ”الجزء الدماغي العاطفي”، والمسؤول كذلك عن “منظومة الإثابة الدماغية” التي تمثل المخدرات فيها ثوابًا للدماغ في حالات الضغط.
الفكرة من كتاب المخدرات
المُخدرات، الأمل الواهم، السعادة المزيفة، الراحة المُقلقة، الداء والدواء، التيار الجارف!
طالما أنك حيٌّ تُرزق فلا بد أنك سمعت يومًا عن مُدمن، ربما كان دورًا في تلفاز، أو شخصًا في رواية، أو جارًا أو قريبًا! ولعلك تساءلت حينها لماذا؟ أو كيف؟ أو إلى متى؟
في كتابنا نجيب عن سؤال “لماذا؟” ونعرض من بعده سؤال “كيف؟”، ونقدم جهودًا وحلولًا تستطيع من خلالها تحديد “إلى متى” ستظل دائرة المخدرات قطارًا يدهس المجتمعات بلا رأفة؟
مؤلف كتاب المخدرات
نيكول مايستراشي : قاضية، قادت اللجنة البيوزارية لمكافحة الإدمان من 1998م إلى 2002م.
معلومات عن المترجمة:
زينا مغربل: حاصلة على بكالوريوس في إدارة أنظمة المعلومات من جامعة مريلاند الأمريكية، عملت على ترجمة العديد من المؤلفات لكلا اللغتين الإنجليزية والفرنسية، خاصة في مجالات العلوم والتقنية.