كيف أكسر الحواجز؟
كيف أكسر الحواجز؟
هل شعرت من قبل أن هناك شخصًا تودُّ الوصول إليه ولا تقدر؟ وتكتفي فقط بمشاهدته؟ هل تشعر أن ابنك يكرهك؟
قد تشعر أن الحديث مع بعض الناس صلب وجامد كالحجارة في الحائط، لكنك فقط لم تفطن إلى موقع الطوبة الرطبة التي تستطيع الدخول له منها، وكل شخص منا يمتلك هذه الطوبة الرطبة أو يمتلك مفتاح يمكنك من خلاله التواصل مع هذا الشخص بشكل سلس وجميل.
وبعض الناس يعرفون كيف يقنعونك بأي شيء أو يتحدثون معك في أي موضوع، وهذا الأمر يتطلَّب مهارة يمكن اكتسابها عن طريق بعض الخطوات والأساليب التي تجعلك جذابًا للناس حتى وإن كانوا يحاولون الابتعاد عنك، وهذه الأساليب تشبه كونك تقود سيارة على منحدر بسرعة كبيرة، إذا زادت سرعتك فذاك هلاكك، وإذا أبطأت السرعة استطعت التمكُّن من المنحدر، وهذا بالضبط ما يحدث عند تعاملك مع الآخرين إذا تعاملت بكامل شغفك وطاقتك واتخذت كل سبل الإقناع والتشجيع والجدال، فأنت تخلق من الطرف المقابل نوعًا من المقاومة لك، أما إذا أبطأت سرعتك وسمعتهم وسألتهم واستوعبت أفكارهم ستجد سعادتهم بأن هناك من رآهم من الداخل، وشعر بهم وهذا السلوك يجعل لك جاذبية كبيرة مع كل من تتعامل معه.
وأهم خطوة يمكنك فعلها أن تزيل الحواجز الذهنية التي يضعها الناس للتعايش مع توتُّرهم وخوفهم، عن طريق نقل الناس من المقاومة إلى الاستماع ثم إلى التدبر ثم إلى الفعل، ثم إلى السعادة بما فعلوا، وفي الفقرات التالية نطرح القواعد التسع الأساسية والأساليب الاثني عشر التي يمكننا استخدامها مع الناس لتواصل عميق وإقناع، سواء كان في حياتك الخاصة أو العمل أو حتى لو كنت تعمل في حل النزاعات.
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.