كيفية فهم مشاعر الآخرين
كيفية فهم مشاعر الآخرين
العاطفة إحساس ينقله الجميع، وفي معظم الحالات تُفضح من خلال تعبيرات الوجه، وفي كل مرة نعبر فيها عن إحساس، يُمثل هذا الإحساس بواسطة عضلات وجهنا وجسدنا.
بعض المشاعر يسهل فهمها كالسعادة، وبعض الأشخاص يمتلكون إحساسين في الوقت نفسه كأن يكونوا حزينين ويضطرون إلى الابتسام، وبعضهم الآخر لا يفهمون حتى مشاعرهم الخاصة.
يمكن لمشاعر الآخرين القوية أن تشوه رؤاك للعالم، فعندما نكون برفقة أشخاص ذوي عواطف سلبية، نميل إلى إغلاق الأبواب أمام العواطف الإيجابية، لذا حاول تجنب اتخاذ قرارات في تلك اللحظة وانتظر حتى تمر تلك العاطفة، وعلاوة على ذلك، يجب ألا ندع مشاعر الشخص تؤثر في سلوكياتنا، فنحن لا نعلم ما الذي أحدث هذا الشعور فيه وما دوافعه.
عندما سافر عالم النفس بول إيكمان حول العالم لدراسة نمط تعبير البشر عن عواطفهم، صنف العواطف العالمية الأساسية سبعة أصناف: المفاجأة، والغضب، والخوف، والاشمئزاز، والاستهزاء، والحزن والفرح، وتتميز كل عاطفة بتعبيرات وجه محددة يمكن للناظر إليها أن يفهم طبيعة الشعور الذي نشعر به على الفور، فالمفاجأة مثلًا يكون الوجه فيها مفتوحًا، والحاجبان مرتفعين منحنيين، والعينان واسعتين، والفم مفتوحًا،
ويُدرك الغضب من خلال الجفون المشدودة، والشفاه المضغوطة، والحواجب المتجعدة، أما الخوف فيُعبّر عنه من خلال حواجب مرتفعة مستقيمة، وعيون مفتوحة متوترة، وتجاعيد على الجبين، وشفاه مسحوبة إلى الخلف.
ويُلاحظ الاشمئزاز عندما يُظهر الشخص تجاعيدَ في الأنف ويرفع الشفة العليا، وعندما تُضغط زوايا الفم وتُرفع، وتتجه العيون إلى أسفل، فهذا تعبير عن الاستهزاء.
ويظهر الحزن من زوايا الفم المتجهة إلى أسفل، ورفع جفون العينين وتوجيه العيون إلى الأسفل، أما الفرح فسهل؛ يتميز بابتسامة مفتوحة ونظرة مشدودة قليلًا.
لكن انتبه! فالابتسامة يسهل تزييفها، أليس كذلك؟ خطأ!
عندما نبتسم حقًّا، تتقلص عضلات الوجه وتضيق العيون، لذلك إذا لم يظهر على شخص مظهر من هذا القبيل، فربما تكون ابتسامته مزيفة، عندما لا تتقلص تلك العضلة في العين، نقول “فمك يبتسم، لكن عينيك لا يفعلان ذلك”.
الفكرة من كتاب فن قراءة العقول: كيف نفهم ونؤثر في الآخرين دون أن يلاحظوا ذلك
إن قدرتنا على قراءة العقول تتجلى في حياتنا اليومية، نحن نفعل هذا دومًا من دون أن نُدرك، ولكن كيف يمكن ذلك؟ نقرأ العقول ونحن لا نعرف؟
لكي ندرك قراءة العقل يجب أن ندرك أولًا أن الجسم والعقل مرتبطان معًا بشكل لا تنفصم عراه، فما من خاطرة تجول في ذهنك إلا ولها تأثير مادي في جسدك، فعندما تخاف يجف ريقك، وعندما تخجل تحمر وجنتاك، والعكس بالعكس، فعلى سبيل المثال إذا وقفت لفترة طويلة يجعلك ذلك غاضبًا، ومن ثم تعكس تعبيراتك هذا، مع الضغط على فكك وتجعيد حاجبيك.
وتُنفَّذ النقاط الحاسمة لقراءة العقول عبر لغة الجسد والتواصل غير اللفظي، بمعنى آخر، نحن دائمًا ننقل رسالة مهما كنا غير مدركين لها.
هذا ليس كتابًا حول التخاطر أو التنبؤ بالمستقبل أو أي نوع آخر من ظواهر الإدراك الخارق، إنه كتاب حول التواصل غير اللفظي وكيفية استخدامه لمعرفة الحالات العقلية والعاطفية الحقيقية للآخرين والقدرة على التأثير في هذه الحالات.
مؤلف كتاب فن قراءة العقول: كيف نفهم ونؤثر في الآخرين دون أن يلاحظوا ذلك
هنريك فيكسيوس: كاتب وخبير في علم النفس، وُلد في 29 نوفمبر 1971م في السويد، حاز درجة البكالوريوس في الفلسفة من جامعة ستوكهولم وعمل في مجال الاتصالات والتسويق، يشتهر بأعماله التي تركز على التأثير النفسي والاتصال غير اللفظي وفهم السلوك البشري، كما يُعد خبيرًا في مجال الاتصال والتأثير النفسي، ويقدم ورشًا ومحاضرات في هذه الموضوعات.
من أشهر أعماله كتاب:
“The Art of Social Excellence: How to Make Your Personal and Business Relationships Thrive”
معلومات عن المترجم:
صامويل خيري: ترجم عددًا من الكتب، أهمها كتاب “حياة رائعة: تأملات حول الوصول إلى وجود مفعم بالمعنى” لفرانك مارتيلا.