كيفية تعزيز مشاعر الانتماء الأسري
كيفية تعزيز مشاعر الانتماء الأسري
يمكننا النظر إلى الأسرة باعتبارها منظومة علاقات معقدة؛ إذ يُعتقد أن السمات المميزة للطفل وتطوره ترتبط بالسمات المميزة لبقية أفراد الأسرة، وإن إرساء مبادئ الأخذ والعطاء في العلاقات الأسرية يعد مؤشرًا للمسؤولية الشخصية والعلاقات الإيجابية في الحياة، فالأطفال الذين يشاركون في نجاح الأسرة من خلال القيام بالمهام المنزلية، أو من خلال التخطيط للقيام بنشاط ترفيهي، يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من الأسرة، ومن العوامل البسيطة التي تُسهم في تعزيز شعور الطفل بالانتماء إلى الأسرة هو: التواصل بشكل فعال مع الأطفال، وتحديد التوقعات والمسؤوليات المنتظرة منهم بشكل واضح، واستغلال دفء العلاقات في نقل هذه التوقعات لهم.
يُوصي الباحثون بأن يتبع الوالدان أسلوب تربية يقوم على معاملة الأبناء كأشخاص ذوي قيمة، يستحقون الحب والاحترام، وقد يرى بعض الآباء أن عقاب الطفل غير المطيع يجب أن يكون عقابًا بدنيًّا، ولكن البيانات الخاصة بتطوُّر الأطفال تُشير إلى أن الأطفال تتأثَّر سلبًا بالعقاب البدني، إذ إن اتباع أسلوب العدوان البدني يحمل للأطفال رسالة مفادها أنهم في حالة شعورهم بالغضب يجوز أن يضربوا الآخرين، وعندما يكونون أكبر سنًّا، يجوز أن يفلتوا من العقاب جرَّاء ما فعلوه، وربما يتطوَّر الأمر ليصبح العدوان البدني من طرق تواصلهم مع الآخرين، لذا يُفضَّل استخدام أساليب تأديبية بديلة، مثل: منع الطفل من اللعب مع أقرانه عند ارتكابه لخطأ ما، أو التوقُّف عن شراء ما يرغب حتى يعتذر عن خطئه، وبالنسبة للمراهقين يمكن للحوار أن يحل جزءًا كبيرًا من المشكلة.
قد تختلف الأسر لأسباب تتعلق بالمستوى الاقتصادي، أو الخلفية الدينية أو المعرفية، ولكن يبقى الشعور بالانتماء داخل الأسرة أمرًا بالغ الأهمية، ويرى علماء النفس أن منح الأطفال قدرًا من الاستقلالية إلى جانب التوجيه المبكر، يمثل استراتيجيات جيدة لتعزيز الكفاءة والشعور بالانتماء لدى الأطفال.
الفكرة من كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
الأطفال هم العمود الفقري لجميع الأمم وسبيلها إلى الرُّقي والتقدم، ولذا كانت تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا هي غاية الجميع، ولكن تعزيز الصحة النفسية للأطفال يحظى بتقدير أقل بين الناس، فغايات الصحة النفسية أو أهدافها لا تُناقش بالدرجة التي تُناقش بها متطلَّبات الصحة البدنية للأطفال.
وكان هذا الكتاب قاعدة بيانات ثريَّة بالأبحاث المتعلِّقة بكيفية تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا، وتعريف عامة الناس بها؛ لمساعدتهم على تطبيق هذه المعرفة لنفع أُسَرهم، كما ربط الكاتب بين علم تنشئة أطفال أصحاء نفسيًّا وبين ممارسته والاستمتاع به؛ آملًا أن يتمكَّن جميع المربين والمربيات من الاستفادة منه، وتطبيقه في حياتهم اليومية.
مؤلف كتاب تنشئة الأطفال في القرن الحادي والعشرين
شارون كيه هول: كاتبة تهتم بالتحدث عن علم نفس النمو والتنشئة، ولها عديد من المقالات في هذا الصدد، وهي أستاذة مشاركة في علم النفس بجامعة هيوستن، وعضوة في الرابطة الأمريكية لنساء الجامعات، والرابطة الأمريكية لعلم النفس، ولها هذا الكتاب المنشور من أعمالها إضافةً إلى عديد من المقالات.
معلومات عن المترجم:
أحمد عبدالعزيز الشِّيهي: تخرج في كلية الآداب بجامعة المنوفية عام 1996، واشتغل بمجال الترجمة، وهذا الكتاب هو الوحيد المنشور من أعماله.