كيفية بناء العادات
العادات، هي: سلوكيات، أو ممارسات روتينية تؤدى بانتظام، وبشكل دوري.
الأمر اللي بيخلق استجابة تلقائية لموقف معين.
العادات بتسهل علينا حاجات كتير؛ لأنها بتخلينا نمارس السلوكيات بشكل تلقائي، إلا أنه في أحيان كتير ممكن تكون السلوكيات دي مدمرة، أو خاطئة.
بالإضافة لأن تغيير العادات أمر بيحتاج مجهود.
الدماغ البشري بيتكون من حوالي 100 مليار خلية عصبية بتقوم بإجمالي 100 تريليون اتصال عصبي.
لذلك الدماغ بيتسم بمرونة عصبية، بسبب وجود مليارات الروابط بين خلاياه العصبية.
الأمر اللي بيجعل بناء العادات أو تغييرها، صعب وسهل في نفس الوقت.
خليني أديك مثال.
لو بتمارس نشاط ما بيسبب ليك سعادة، زي القراءة.
وكررت النشاط دا:
فبكدا أنت هتقوي المسارات في الدماغ، وترسخها، وتسهل تكرار مشاعر السعادة، المتصلة بالنشاط.
بعد كدا هيسهل عليك تكرار النشاط، وهيسهل ظهور السعادة المرتبطة بيه.
بس الحياة مش كلها عادات سهلة، وبتسبب سعادة زي القراءة.
فيه حاجات ضارة، ومحببة للنفس، ولها روابط عصبية موجودة فعلًا.
وبالتكرار: المسارات العصبية بتقوى، وتغييرها بيحتاج مجهود أكبر.
والخبر السار:
إن العكس صحيح.
يعني، لو قررت توقف النشاط دا، أو تستبدله بنشاط تاني غير ضار، أو مفيد ليك، وثبت المسارات الجديدة، وكررتها = فالعادة القديمة مساراتها هتضعف بمرور الوقت والعادة الجديدة هتثبت، وهتقوى مع التكرار.
من أفضل طرق بناء العادات، وتثبيت مساراتها في الدماغ:
الطريقة البسيطة في البناء، والمستمرة.
أو في التغيير.
وكما يقال:
(قليل دائم، خير من كثير منقطع).
من الصعب فهم المعنى دا، ودمجه في الحياة العادية.
لأننا لا ننتبه للتغيرات البسيطة، ولا نضع نتايجها في الحسبان، وبنفضل التغييرات اللي لا تحتاج مجهود، والفورية الأثر.
لو ادخرت جزء من دخلك؛ فبالتأكيد مش هتبقى مليونير.
بس بالتأكيد إن بعد سنة أو اتنين هيكون معاك قدر من المال بإمكانك استغلاله في مشروع ما، أو حتى مواجهة الظروف الطارئة اللي بتتعرض لها.
ودا بالتأكيد أفضل من إنفاق كل دخلك.
لو توقفت عن سلوك ما خاطئ بنسبة 5% واستبدلته بسلوك جيد: فأكيد السلوك الخاطئ مش هيختفي من حياتك، بس بعد سنة مثلًا من المثابرة، والمجهود: هتكون قطعت شوط كبير.
خليك فاكر إن النتايج مبتتحقش بسرعة،
وإن دا هو اللي بيخلينا نرجع للعادات القديمة تاني.
وإن الطريقة الأكثر فاعلية للتغير بتكون بالتركيز على ما نريد أن نكون عليه.
فيه 4 أسئلة أنت محتاج تسألها لنفسك؛ علشان تبني عادات أفضل:
1. كيف أجعل العادة واضحة؟
وضع الكتب أمامك، أو كتابة جدول ولصقه على الحائط، أو استخدام جدول لتدوين المهام اليومية، أو ضبط المنبه بميعاد الحاجة اللي عاوز أعملها.
أو أي شيء تاني بإمكانه رفع مستوى الإدراك من المستوى اللاواعي، إلى الواعي.
باختصار: اجعل الإشارات الخاصة بالعادات الحسنة واضحة في بيئتك.
وتدريجيًا هتكون العادة مش مرتبطة بمحفز واحد، بل البيئة كلها.
ومن الأسهل: بناء عادة جديدة في بيئة جديدة؛ لأنك وقتها مش هتحارب الإشارات القديمة.
2. كيف أجعلها جذابة؟
إحضار أقلام ملونة مثلًا، وتعطير الغرفة، وترتيبها بشكل مسبق، واختيار إضاءة مريحة للعين. ممكن يساعدوا على القراءة.
لكن ممكن إضافة عناصر تزيد الجاذبية زي الاشتراك في برنامج للقراءة، أو الاتفاق مع صديق على إنهاء قدر معين، أو تخيل إنهاء هذا الجزء فعلًا.
فتوقع المكافأة يحفزنا على الفعل.
وتذكر كل ما كانت الممارسة جذابة، زادت فرصة تكرارها، وبالتالي تحولها لعادة.
3. كيف أجعلها سهلة؟
هل من المنطقي توقع إنهاء 5 كتب في يوم واحد، أو إنهاء نصف كتاب؟
بالتأكيد نصف كتاب.
كل ما كانت الممارسة سهلة، كان توقع تكرارها أكبر، وثباتها أرسخ.
4. كيف أجعلها مشبعة؟
الشبع أحد أسباب التكرار.
الشعور بالامتلاء أو الإنجاز أحد مظاهر الشبع.
الشبع المقصود هنا: الشبع الفوري.
إنك قرأت 10 صفحات مثلًا، ودا أفضل ليك من التقليب على السوشيال ميديا.
فتكون كدا حققت إنجاز، وتستحق المكافأة.
أو أنت ذاكرت ساعة، ودا هيساعدك في امتحان بكرا.
ودا بخلاف الإشباع المؤجل، واللي بيحتاج لوقت كبير؛ علشان يحقق أثره.
ودا مفيد، لكن مكانه مش هنا.
وبإمكانا عكس الأربع الأسئلة، لما نتعامل مع العادات السيئة.
فتكون الأسئلة؛ كالتالي:
1. كيف أجعل العادة خفية؟
2. كيف أجعلها غير جذابة؟
3. كيف أجعلها صعبة؟
4. كيف أجعلها غير مشبعة؟
بس كدا.
سلام.