كيفية اختيار العقوبة المناسبة
كيفية اختيار العقوبة المناسبة
العقاب التربوي هو الأثر الذي يحدثه المربي في المتعلم عندما يتبع سلوكيات خاطئة، فيسبِّب له ألمًا نفسيًّا وماديًّا بهدف منعه من تكرار السلوك السلبي. وتكون العقوبة بما يتناسب مع حالة الطفل، مع مراعاة أن الطفل الصغير ليس من أهل العقاب حتى سن البلوغ، وحتى ذلك يُكتفى معه بالتصويب والتوجيه، وبوسيلة يعلم المربي أنها سوف تكون تأديبًا له، وليس اختيار أي عقوبة بطريقة عشوائية، فلكل طفل طبيعة خاصة، ولكل بيت ظروفه التي تختلف عن الآخر وقواعده في التعامل.
وليس هناك طريقة محدَّدة في العقاب تصلح لكل الأبناء، فقد تكون ردَّة الفعل من العقوبة إيجابية مع طفل وسلبية مع آخر، ووسيلة تفلح معه وأخرى لا تجدي نفعًا، وقبل اختيار العقوبة المناسبة لا بدَّ من مراعاة محاورة الطفل المخالف بهدوء، والبحث عن فرصة للإصلاح، وتحديد بعض العقوبات له عندما يخطئ وعرضها عليه ليختار عقابه بنفسه، كذلك يُراعى عدم توقيع العقوبة عليه أمام الآخرين، وترغيبه في الثواب إذا أصلح ما أفسد وابتعد عن الأخطاء، مع الأخذ بيده إلى طريق النجاح وإرشاده إلى الصواب.
ومن أشكال العقوبات التربوية التي يمكن استخدامها مع الأبناء: الرفض، ويمكن التعبير عن العقاب بتقطيب الحاجبين والإشاحة والإعراض بالوجه عنه، وإظهار عدم الرضا مع الحرص على إظهار الرحمة والمحبة للمعاقب، لكيلا يظن ذلك رفضًا له وكرهًا، وكذلك من صور العقوبات سحب التسمية الحسنة، والحرمان من الهدايا والمكافآت مع توضيح سبب الحرمان، لكيلا يفسره الطفل على أنه ظلم له وكراهية، وقد يكون العقاب في الكنية واللقب، مثل: “الطيب لا يفعل ما فعلت”، مع ضرورة تأكيد أن الرفض بسبب السلوك الخاطئ الذي سلكه، وليس رفضًا للولد نفسه.
الفكرة من كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
يميل بعض الآباء إلى استخدام الضرب في تربية أطفالهم بهدف تعليمهم كيفية التصرُّف السليم اعتقادًا منهم بأنَّ الضرب أداة مفيدة وفعَّالة لتحقيق ذلك، لكن يُعدُّ استخدام الضرب وسيلةً غير فعَّالة، بل إنه قد يعرِّض الطفل للعديد من الأخطار والآثار السلبية!
يسلِّط هذا الكتاب الضوء على نظرية الجزاء التربوي من وجهة النظر الدينية والتربوية، وتطبيقاتها في حقلَي الثواب والعقاب التربويين لتدعيم العملية التربوية من أجل مساعدة الآباء والأمهات والمعلمين على تكوين أجيال واعية، بعيدًا عن العنف والشعور بالرهاب الأسري والاجتماعي والمدرسي، ويتناول مسألة ضرب الأبناء وتأديبهم، ويوضح لنا كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب، وما التأديب في الفقه الإسلامي وما ضوابط العقاب والثواب، وكيف نختار العقوبة المناسبة للأبناء، وأثر الضرب والعقاب البدني والمعنوي فيهم.
مؤلف كتاب كيف نؤدِّب أبناءنا بغير ضرب؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، ونال إجازة في الشريعة من جامعة دمشق، عمل خمسًا وثلاثين سنة في مجال التدريس.
له العديد من الكتب في النجاح الذاتي والأسري، من أبرز أعماله سلسلة التفكير الناجح، ومنها:
كيف تغير نفسك بنجاح؟
كيف نحبِّب المدرسة لأبنائنا؟
كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
كيف ندرِّب أبناءنا على حرية التعبير؟