قدرات الذاكرة طويلة المدى
قدرات الذاكرة طويلة المدى
تتميَّز الذاكرة طويلة المدى بدوام المعلومة المخزَّنة، ولا تقتصر على الاحتفاظ وتخزين المعلومات أو أحداث حياتنا، بل تُستخدم أيضًا للحفاظ على ما تعلَّمناه من مهارات يدوية، كما تتميَّز بامتلاك قدرات لا متناهية، كما أن قدرتها على التخزين تستمر أيامًا وشهورًا وسنوات طويلة، بل وتستمر مدى الحياة، وعلى الرغم من هذه المميزات التى تمتلكها، فإنه يمكن لمشكلة صغيرة فيها أن تشوِّه واقع الشخص وتجعله ينسى ربما حياته وأقاربه، كما أنها أحيانًا يمكن أن تقل فاعليتها وقدرتها مع تقدُّم العمر.
وتحدث في الذاكرة طويلة المدى ثلاث عمليات أساسية، وهي: الترميز والتخزين واستعادة معنى الشيء المطلوب تذكُّره، أما الترميز مثلًا فيمكن ترميز كلمة “ليمونة” بأنها فاكهة كروية صفراء، فإذا لم يتم استرجاع هذه الكلمة تلقائيًّا، فإن استحضار الرمز يسمح باستعادتها، وتتوقَّف عملية الترميز هذه على عمق الترميز وتنظيم المعطيات وترابط الأفكار والصور، ذلك أن المعلومة يمكن أن تُنسى حتى لو خضعت إلى ترميز جيد.
أما التخزين فهو عملية للتثبيت والترسيخ، حيث تجعل الذكريات أقل عرضة للنسيان،كما في المراجعة -مراجعة الدروس مثلًا- فلها دور كبير في عملية الترسيخ، وكلما كانت الذكرى مرموزة ومنظمة سهل إيجادها وتذكرها، أما استرجاع الذكريات فهو عملية قد تكون إرادية وغير إرادية تتم عبر استدعاء المعلومة ونسخها مؤقتًا من الذاكرة طويلة المدى ونقلها إلى ذاكرة الاشتغال.
الفكرة من كتاب الذاكرة.. أسرارها وآلياتها
إن الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات وتذكرها، وقد يطلق لفظ “ذاكرة” على عدة معانٍ أخرى تختلف بحسب المجالات التي تستخدم فيها، ففي العلوم العصبية مثلًا تعد الذاكرة هي القدرة على اكتساب المعلومات والحفاظ عليها واستعادتها، وفي علم النفس تعرف بأنها إمكانية تكييف السلوك وفق التجرِبة الماضية، وفي مجال الإلكترونيات والمعلومات تعدُّ جهازًا لحفظ البيانات والمعلومات وإدراجها.
يتناول هذا الكتاب لمحة تاريخية موجزة عن مفهوم الذاكرة وتطوره منذ البدايات في العصور السالفة حتى الآن، ويسلِّط الضوء على كيفية اشتغال الذاكرة داخل الدماغ الإنساني وأنواعها في محاولة لفَهم وظيفتها، من منظور العلوم العصبية وعلم النفس وعلم الأحياء وتقنيات التصوير الدماغي.
مؤلف كتاب الذاكرة.. أسرارها وآلياتها
لورون بوتي Laurent Petit: باحث فرنسي، يعمل بالمركز الوطني للبحث العلمي ضمن مجموعة البحث حول التصوير العصبي الوظيفي، مكَّنته إحاطته العميقة بالأبحاث الجارية في الولايات المتحدة الأمريكية من الإلمام بأهم القضايا المتعلقة بالذاكرة الإنسانية وارتباطها بأنشطة المناطق الدماغية، كما أن له اهتمامات بالمجالات المعرفية التي تهتم بدراسة الذاكرة مثل البيولوجيا العصبية، والسيكولوجيا المعرفية والأنثروبولوجيا.