قاوم
حتى إن كنت صريحًا في رفضك لطلب الآخرين فلا مفر من إحساسك بالضيق، فمن الممكن أن تأخذ ما يسببه رفضك بشكل شخصي، وما يجب أن تركز عليه حينها هو أن تعلم أن رفضك ليس للشخص ولكنه رفض بسبب الموقف والظروف؛ احرص على وضوح الفرق بين الرفضين وستجد أن الأمور صارت أبسط بكثير عندما تتحدث وتتجادل مع من أمامك.
وعندما نواجه الآخرين ونخالفهم سنواجه أيضًا إحساسًا بالضيق يجعلنا نشعر بحاجة إلى التوقف عن الرفض ومسايرة الآخرين الآن، ولكن هذه بالذات هي اللحظة التي عليك بالصمود فيها لأنها أصعب ما في رحلة تعافيك من عادة إرضاء الآخرين، وبمجرد أن تتجاوزها ستجد أنك صرت نفسك حقًّا وأصبحت قادرًا على رفض كل ما أنت غير ملزم به، فقط أمسك لسانك قليلًا إلى أن يمر الموقف، وإن كان لا بد من الحفاظ على علاقتك بهذا الشخص المعترض، فيمكنك أن تنتظر إلى أن يهدأ الموقف وترد عليه ببساطة بعد أن يهدأ، أو لاحقًا بعد أن تكون قد أخذت وقتك في التفكير في رد مناسب ترفض به، وبهذا ستستمر في الحفاظ على موقفك الجديد مع الحفاظ على علاقتك بمن حولك.
تذكر دائمًا عندما تواجه غضب أحدهم من شخصك الجديد، أنك لست بحاجة إلى اختلاق أي أعذار بكونك مشغولًا أو أن الأمر لا يناسبك، فأنت تملك كل الحق في رفض طلبه دون إبداء أي أسباب، وإن كنت بالفعل مضطرًّا إلى إبداء سبب، فاستعمل جملة قصيرة لا تحتوي على أي تفاصيل، اكتفِ بها ولا تقدم تبريرات أو أي شرح لأسباب رفضك.
الفكرة من كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
في حياتنا كثير من الأشخاص الذين لا يرفضون أي طلب ممن حولهم مهما كانت طبيعة هذا الطلب، سواء كان طلبًا هم غير ملزمين به أو طلبًا شخصيًّا أو استغلالًا من الآخرين، فهم لا يقولون “لا” أبدًا، وقد يبدو أن هذا فعل آتٍ من نفس كريمة مستعدة دائمًا لحمل أي نوع من العمل لإسعاد من حولها والتخفيف عنهم، لكن الحقيقة أن هذا الفعل آتٍ من نفس مرهقة غير قادرة على الرفض من الأساس،
فتحتمل فوق طاقتها وتحافظ على الابتسامة والأجواء المرحة من حولها لكي تنال القبول من المحيطين، وإن كان هؤلاء الأشخاص من الداخل يعانون من الأشغال الزائدة، وإن استمروا في هذه الأفعال فقد تظهر عليهم أمراض وأعراض سلبية ستكون غير قابلة للعلاج وقتها، ولهذا يطرح الكاتب هذا الكتاب ليعالج هذا النوع من السلوك بتعريفه وتحديد أسبابه ومساعدة هؤلاء الأشخاص للتوقف عن مساعدة الآخرين عندما لا يريدون، دون أن يشعروا بذنب من جراء ذلك.
مؤلف كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال العلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
فن التأثير على الآخرين.
معلومات عن المترجمة:
أسماء عرفة: مترجمة وكاتبة مصرية تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وعملت صحفية رياضية ومراسلة إذاعية، وبعدها تفرغت للعمل محررة أدبية في دار دون للنشر، صدر لها عديد من الكتب والروايات المترجمة مثل:
ثلاثة رجال في قارب.
علم اقتناء الثروة.
ما تحتاجه لتكون سعيدًا.