فن الكتابة وصنعة الكتابة
فن الكتابة وصنعة الكتابة
إن «فن الكتابة» هو ذلك المصطلح الذي يصف الكتابة الإبداعية، باعتبارها هبة طبيعية تتمتع بها فئة محدودة من البشر، ولكن هذه النزعة الفطرية للكتابة لا تخلو من حاجة إلى الرعاية حتى لا تخبو جذوتها. أما «صنعة الكتابة» فهي مهارة تكتسب بكثرة الممارسة والمران والسعي إلى تطوير المهارات اللغوية، وكما لغيرها من الحِرف فإن صنعة الكتابة تحتاج إلى آلات وأدوات وهي الكتب والقواميس، وساعات طويلة من التأمل والاطلاع على تاريخ وثقافة السابقين وتلك هي المهارات التي يحتاج إليها الكاتب إلى جانب موهبته، أو ما أطلق عليه ابن الأثير «الطبع القابل لمعرفة التأليف»
إذًا فالكتابة في صورتها المثالية نتاج فن وصنعة، وقد يوجد الفن من دون صنعة في المراحل الأولى للكاتب الإبداعي، أما الصنعة بمفردها فلا تصنع كاتبًا إبداعيًّا.
ومن المزايا التي تمنحها موهبة الكتابة لصاحبها “الإلهامُ”، وهو ما يمثِّل له وحيًا أو منبعًا للأفكار، ولكن الكاتب الجيد هو من يضع الإلهام في منزلته الحقيقية، دون تهويل أو اعتماد مطلق على وجوده، فإذا طال انتظار الكاتب له طوال مراحل الكتابة، فمن المحتمل ألا ينجز من عمله سوى النذر اليسير.
ولا يعني هذا أن إلهام الكتابة مجرد وهم لا فائدة من ورائه، وإنما على الكاتب أن يوفق بينه وبين ممارسة منتظمة للكتابة، بل ويسخر هذا الإلهام لسيطرته ولما يناسبه من أوقات، فيبحث عما يلهمه في ما يقرأ من كتابات ممن سبقوه وفي ما يعايش من أحداث.
الفكرة من كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
قد لا نكون مخطئين إذا ظننا أن للناس جميعًا قدرةً على الكتابة، وأنها ليست حكرًا على قلة من البشر يختلفون عن غيرهم، ففي داخل كل منا حكاية أو فكرة تراوده تصلح لأن تروى، ولكن قليلًا منها ما يخرج في صورة كتاب، وما يميز بين إنسان له حكايته وكاتب، أن الثاني لديه تلك الرغبة القوية في تدوين حكايته وأفكاره من خلال الكتابة، أما الكاتب الذي يبلغ مرحلة الإبداع، فهو من يتمكن من ترك بصمته في ساحة الكتابة.
ومن خلال تجربتها في الكتابة والصحافة، تخبرنا الباحثة في هذا الكتاب عن أسرار عملية الكتابة وتفاصيلها وفنونها، وتنزع عن اللغة غموضًا يُرهب المبتدئين من خوض التجربة.
مؤلف كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
سلام خيّاط: صحفية وروائية وشاعرة عراقية، كتبت لعديد من الصحف والمجلات العربية وحررت في الصحف اللندنية مثل جريدة “الشرق الأوسط” ومجلة “التضامن”، وقدمت عديدًا من البرامج منها: برنامج “معكم”.
ومن مؤلَّفاتها المنشورة:
“السطور الأخيرة”.
“ممنوع الدخول.. ممنوع الخروج” رواية.
“البغاء عبر العصور.. أقدم مهنة في التاريخ” دراسة.