فقدان الصديق

فقدان الصديق
اختبر «بن | Ben» مشاعر الفقد أكثر من مرة بدءًا من الانفصال عن زوجته وافتقاد مشاعر الأبوة لأنهما لم ينجبا أطفالًا، مرورًا بفقدان والديه اللذين كانا يمثلان كل شيء بالنسبة إليه في غياب الزوجة والأصدقاء، وبعد رحيل والديه زار «بن» الطبيب النفسي لأن الحزن بدأ يؤثر جديًّا في حياته المهنية، ومع الجلسات العلاجية بدأت حالة «بن» تتحسن تدريجيًّا وشعر بأنه على ما يرام، فمرت سبعة أعوام قبل أن يعاود الاتصال مجددًا بالطبيب ليخبره أن الآلام قد عادت مجددًا بعد أن فقد كلبه وصديقه الوحيد «بوفر | Bover»

لقد رافق «بوفر» «بن» بإخلاص منذ طلاقه وخفف عنه مشاعر الحزن عندما مرض والداه ثم بدد وحشته بعد وفاتهما، سرد بن على الطبيب علاقته بكلبه بوفر الذي التقى به وهو جرو صغير مرح حتى مات في سن الخامسة عشرة، فتأكد الطبيب آنذاك أن الفضل في تخطي بن لأزمة والديه لا يرجع إلى الجلسات العلاجية وإنما يرجع قبل كل شيء إلى وجود «بوفر» في حياة «بن». تغيب بن عن عمله كثيرًا في أيام المرض الأخيرة لبوفر، واستمر بالتقصير في العمل بعد وفاة صديقه المفضل، فلم يكن يتخيل أنه سوف يجلس إلى حاسوبه ليؤدي عمله دون أن يكون «بوفر» رابضًا تحت قدميه، وبينما تفهم رئيسه في العمل حاجته إلى الراحة بعد فقدان والديه لم يتقبل أن يقصر بن في عمله -فقط- لأنه فقد كلبه.
مرت أربعة أشهر وما زال «بن» يعاني آلام انكسار قلبه، وبرغم إدراكه لخطورة الاحتفاظ بكثير من الذكريات الحية على تمديد وقت اندمال جراحه العاطفية، فإن التخلي عن مقتنيات «بوفر» ببساطة كان يُشعِر بن بخيانته لصديقه الوحيد، وكان يتعلل بأنه سوف يتخلص من تلك الذكريات عندما يكون مستعدًّا، ولكن كيف تأتي لحظة الاستعداد تلك وهو يحاصر نفسه بكل ما ينكأ جراحه؟ لقد كان من الأجدر به أن يدرك المكاسب التي تنتظره على المدى الطويل إن هو تحمل قليلًا ألم التخلص من الذكريات،، كي يتعافى ويعود مجددًا إلى حياته الطبيعية، وكل ما احتاج «بن» إلى معرفته أن حزنه وانكسار قلبه كانا كافيَيْن لتسديد دينه إلى صديقه المخلص، وما عليه الآن سوى أن يمضي في طريقه بلا ندم.
الفكرة من كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
عادة ما يُتعامل باستهانة مع حالات انكسار القلب، بخلاف ردود الأفعال على حالات الألم الجسدي الظاهر، وبإدراكنا لذلك سنرفق بقلوبنا أكثر لأننا أفضل من يعلم شدة هذا الألم غير المرئي. في هذا الكتاب سنتعلم كيف نصلح قلبًا مكسورًا، من خلال قصص مجموعة من المتعافين من حالات انكسار القلب، بعضها نتج عن خسارة الأحباء وبعضها الآخر سببه فقد الحيوان الأليف الذي كان بمنزلة أفضل صديق، وأحيانًا كان انكسار القلب نتيجة فقد الثقة بالنفس، وفي قصصهم ستتكشف لنا المشكلات التي قد تتشابه مع قصة أحدنا وسنتعرف الأخطاء التي وقعوا بها وكيف وجدوا الطريق الصحيح لالتئام قلوبهم.
مؤلف كتاب كيف تصلح قلبًا مكسورًا
غاي وينش: طبيب نفسي وكاتب أمريكي، حصل على درجة الدكتوراه في تخصص علم النفس الإكلينيكي من جامعة نيويورك، وأكمل زمالة ما بعد الدكتوراه في تخصص العلاج الأسري والزواجي، وهو متحدث بارز في منصة TED، إذ حصد خطابه الشهير بعنوان: “We All Need to Practice Emotional First Aid” ملايين المشاهدات، وتُرجِمت كتبه إلى 23 لغة، ومن مؤلفاته المنشورة:
الإسعافات الأولية العاطفية: استراتيجيات عملية لمعالجة الفشل والرفض والشعور بالذنب وغيرها من الجروح النفسية اليومية.
The Squeaky Wheel: Complaining the Right Way to Get Results, Improve Your Relationships, and Enhance Self-Esteem
الانتهاكات الخلاقة: كيف تستعيد وهج النشاط والمتعة في حياتك الشخصية والعملية.
نجاحك في صباحك.