فئاتٌ عمرية
فئاتٌ عمرية
ربما يظن البعض أنه يُمكننا تقسيم الفئات العمرية للأطفال تقسيمًا واضحًا يُمكِّننا من الحصول على كتاب مناسب حين نسأل في المكتبة عن كتاب لطفل سنه تسع سنوات، وهو أمر ربما يُريح الناشرين وأمناء المكتبات والآباء، لكنه غير صحيح، فالأطفال مختلفون في أذواقهم ومستوياتهم، مثل الكبار، فلا يُتوقع أن نحصل على كتاب مناسب إذا طلبنا فقط كتابًا لرجل سنه أربعون عامًا.
ولكن يمكننا أن نتبع تقسيمًا عامًّا نُقسم فيه الأطفال إلى ثلاث فئات، الفئة الأولى تضم الأطفال الصغار الذين لا يستطيعون القراءة بأنفسهم غالبًا أو يتعلمون القراءة، وعادة ما تكون سنهم بين الثالثة والثامنة، والفئة الثانية المتوسطة تضم الأطفال الذين يقرؤون بأنفسهم ليستمتعوا، ويبدؤون في استعارة كتب البالغين ويرغبون ألا تكون في كتبهم صور، وعادة تكون من سن التاسعة إلى الرابعة عشرة، وهي الفئة التي تضم أعمال أدب الطفل الشهيرة مثل أعمال تولكين ومارك توين وكبلينج وهودجسن وبورنت.
أما الفئة الثالثة فهي فئة الكِبار، المراهقين والشباب الذين تصبح القراءة لديهم أكثر جِديَّة، وتختلف فيها اهتمامات الفتيان والفتيات. ولم تظهر روايات المراهقين إلا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ كانت الكتب قبلها تقسم إلى كتب للأطفال وأخرى للكبار وحسب، ونستنتج أنها ظهرت غالبًا لاستثمار سوق المراهقين مثلما حدث مع الملابس والموسيقى وغيرها، ربما يكون الأفضل أن يقرؤوا الحرب والسلام لتولستوي أو روميو وجولييت لشكسبير، لكن لن يكون الجميع مستعدًّا لذلك، فنقدم لهم ما يناقش مشكلاتهم، ويُحسن كتابة هذه الروايات إما مراهق يعيش قضاياها وإما أب أو معلم أو معالج على اتصالٍ بهم.
وقبل أن نشرع في الكتابة لأي فئة، لا بد من إتقان المهارات والمتطلبات الأساسية ومنها قواعد اللغة وتراكيبها، التي تكون مهمة بشكل خاص عندما نكتب للأطفال، لأن القراءة أساسية في تعلمهم، ولا بد أن نتعرف إلى أساتذة المجال ونطلع على قدرٍ من أعمالهم.
الفكرة من كتاب مهارات الكتابة للأطفال
ما من طريقة واحدة ثابتة للكتابة للأطفال، ولكن تتنوع طرق الكتابة كما تتنوع طرق الكتابة للكبار، إلا أن هناك خصائص تميز الكتابة للأطفال، وأمورًا لا تصلح لها، وهذا ما سنتطرق إليه في كتابنا.
مؤلف كتاب مهارات الكتابة للأطفال
جوان آيكن، روائية إنجليزية، ولدت عام 1924 وتوفيت عام 2004. ألفت أكثر من مئة كتاب منها مجموعات قصصية ومسرحيات وروايات للصغار والكبار، وعملت محررةً في مجلات عديدة، وحصلت على جوائز كثيرة في أدب الطفل، منها جائزة لويس كارول، وجائزة الجارديان عام 1969، وجائزة إدجار آلان بو عام 1972، ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1999 لخدماتها في مجال أدب الطفل.
وكتابها الذي بين أيدينا The way to write for children – An introduction to the craft of writing children’s literature يُعد مرجعًا مهمًّا في مجاله.
معلومات عن المترجمين:
يعقوب الشاروني، هو أحد رواد أدب الطفل في مصر والوطن العربي. ولد عام 1931، وألف أكثر من أربعمئة كتاب للأطفال، وفازت كتبه بجوائز عديدة مصرية وعالمية، وعمل في الترجمة مع اليونسكو ولونجمان وليديبيرد، وكان رئيسًا سابقًا للمركز القومي لثقافة الطفل، ودرَّس مادة قصص وأدب الطفل في الجامعات المصرية.
سالي رؤوف راجي، مترجمة تخرجت في كلية الألسن – قسم اللغة الإنجليزية عام 2007، وحصلت على دبلومة الترجمة من كلية التعليم المستمر بالجامعة الأمريكية عام 2010.