عن القلق
عن القلق
القلق هو شعور مشترك بين الجميع، فنحنُ نقلق من الرفض والوحدة والاختبارات ونقلق من آراء الآخرين ومن المرض وخسارة الأموال، تستطيع أن تقول إننا نقلق حيال كل شيء، فالقلق منتشر في كل مكان وهو مكوِّن أساسي لكل اضطرابات الحصر النفسي والاكتئاب، لذلك إذا كنت تُعاني اضطراب القلق العام أو القلق المزمن، فعلى الأرجح أنك تعاني أيضًا من مشكلات أخرى ذات صلة باضطرابات القلق الأخرى أو الاكتئاب.
ولقد عانى الأشخاص المصابون بالقلق المزمن من مستوى مرتفع من الصدمات عندما كانوا صغارًا، كذلك الآباء المفرطون في الحماية ينقلون هذه المشاعر لأطفالهم، فقد ينشأ الطفل في جو مليء بالترويع والسيطرة، ما يجعله مفتقدًا الحنان والدفء، فغالبًا ما يعتقد القلقون أن العالم مليء بالمخاطر والصعوبات التي سوف تعوق تكيُّفه وتصيبه بالأذى، والناس يصابون بالقلق ظنًّا منهم أنه علامة للشخص الحذر والمسؤول وصاحب الضمير الحي، وغالبًا ما يُحدِّثون أنفسهم قائلين: “ما من أحد يتفهَّم شعوري”، و”إنني أشعر بالخزي من مشاعري”، و”مشاعري تخلو من المنطق”، وغيرها من عبارات التأنيب والحزن، ويكونون عاجزين تمامًا عن إيقاف أفكارهم ومشاعرهم، وللأسف فإن البعض يرفض التخلِّي عن حذره لاعتقاده أن ذلك يحفِّزه للعمل والإنجاز حتى لا يركن للكسل، غير متنبهين أن هناك نوعًا من القلق يصل بالمرء إلى المماطلة والهروب وصعوبة التفكير ويؤثر في الدراسة والعلاقات، فالقلق لا يُعدُّ وسيلة للحماية والأمان، ومهما بدا حلًّا في مظهره فهو يخلق مزيدًا من المشكلات.
وهناك أساليب منتشرة لمواجهة القلق، وهي في الحقيقة غير مجدية تمامًا مثل التماس الطمأنة من الآخرين ومحاولة وقف تدفُّق الأفكار وتجنُّب المشقَّة والتحقُّق من الأمر مرارًا وتكرارًا وتخدير الإحساس عن طريق المخدرات أو الإفراط في الأكل وإطالة التفكُّر في الأمور والمحاولة الدائمة لترك انطباع رائع.
الفكرة من كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
من منَّا لا يصيبه القلق؟ بالتأكيد لا أحد! ولكن ماذا لو كان هذا القلق بشكل مرَضيٍّ ومُفرِط؟
هل سنستسلم له ونُعطِّل حياتنا خوفًا من العواقب؟ إن هذا الكتاب سيساعدك على محاولة التخلُّص من مشاعر القلق غير المبرَّرة، كما أن الكاتب يوضِّح فيه كيفية جعل القلق مثمرًا وبنَّاءً.
مؤلف كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
روبرت إل. ليهي: أمريكي الجنسية، درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ييل، وأكمل الزمالة ما بعد الدكتوراه في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، وهو مدير المعهد الأمريكي للعلاج المعرفي بمدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس السريري في مجال الطب النفسي، كما أنه يعمل باللجنة الاستشارية العلمية للتحالف الوطني للمرضى العقليين، ويعمل أيضًا على عدد من اللجان العلمية لمؤتمرات دولية حول العلاج السلوكي المعرفي من مؤلفاته: “تنظيم العاطفة في العلاج النفسي“، و”العلاج النفسي للاضطراب ثنائي القطب“، و”التغلُّب على المقاومة في العلاج المعرفي“.