عن الأحبة
عن الأحبة
مثلما تأتي علينا لحظات الألم والخوف والضعف، تأتي لحظات من الحبّ والمودّة أيضًا، ومن أجملها لحظات الحبّ في الزواج، هذا الميثاق الغليظ الذي يربط بين اثنين، فقد كان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يعبّر عن حبّه لزوجاته ولو أمام الناس، لذا لا تصدقوا أن الزواج ينهي الحبّ، بل يمكنك أن تعيش سعيدًا به وأن تتعلّم كيف تجعل بيتك دافئًا، إذا أحببت شريكك فسترى الجمال الذي هو عليه، وستُظهر أنت أيضًا أجمل ما فيك، ومن الضروريّ أن تتعلّم كيف تستخدم لغات الحبّ الخمس، وهي: كلمات المدح والتشجيع، وقضاء الوقت الجميل مع محبوبك، ولغة الهدايا، ولغة الخدمات، واللمسة الحنونة.
ومن لحظات الحبّ التي نعيشها كذلك لحظة حبّ الأصدقاء، التي ظهرت جلية في ديننا، فقد كان رسولنا ﷺ يعبّر عن حبه لأصحابه، لذا فالحبّ ليس مقتصرًا على رجل وامرأة، بل يجب أن توزعه على كل من يستحقه، فهو الشعور الذي يعلّمنا القيم الإنسانية، ومن الذين يجمعهم الله تعالى يوم لا ظلّ إلا ظلّه: “رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه”.
ولكن ماذا لو مرض الحبيب؟ إنّ لحظة مرض من تحب من اللحظات القاسية على النّفس، لا سيما وأنت تراه يتألم فتشعر بالضعف والعجز وينكسر قلبك لهذا المشهد، كأن جسدك يتفاعل مع ألم جسده، وهذه هي سمة تراحم المؤمنين في ما بينهم، فلا تهمل شريكك أو قريبك أو صديقك المريض، وأشعره أنك دومًا بجانبه، تشعر به، والأهم أن تشغل جلّ أوقاتك بالدعاء له.
وهذا الشأن في المرض، إذًا ماذا عن الفراق؟ الفراق الذي من الممكن أن يحدث في الدنيا، كانفصال الزوجين، فالود بينهما سيجعل ذلك الانفصال، إن اضطرا له، بأصل وحقّ واحترام، وبعدم إهانة، فالإنسان الأصيل سيكون محسنًا لآخر لحظة.
أمّا عن الفراق بالموت، فهو لحظة من أشد اللحظات على قلوبنا، ولكنها اللحظة التي نعرف فيها قيمة الدنيا وأنه ما من شيء سيبقى إلّا وجه الله الكريم، فترى مصيرك الذي ستؤول إليه يومًا ما، ما يجعلك تعزم على أن تغادر الدنيا بذكرى طيّبة .
الفكرة من كتاب عيش اللحظة
تختلف طبيعة اللحظات التي نعيشها في هذه الحياة، ولكن.. سواء أكانت تلك اللحظات جميلة أم مؤلمة، فكلها من الله، وكلها خير لنا؛ هذا هو حال المؤمن، يصبر على البلاء في الضراء ويشكر ربّه في الضراء، فكيف نحقق ماهيّة هذا الإيمان؟ وكيف نعيش كلّ لحظة؟
مؤلف كتاب عيش اللحظة
مصطفى حسني: داعية مصري ولد في 28 أغسطس عام 1987م، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 2000م، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدّمًا لبرامج دينية، ومن ضمن البرامج التي قدَّمها: (خدعوك فقالوا، وعيش اللحظة، وأهل الجنة)
ومن أبرز أعماله:
إنسان جديد.
الكنز المفقود.
مدرسة الحبّ.
خدعوك فقالوا.