عطايا الكريم
عطايا الكريم
يقول النبي (ﷺ): “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه”، واحتسابًا تعني طالبًا الأجر من الله موقنًا في ثوابه، ومن الاحتساب ألا تستثقل الطاعة وتتململ منها، بل تفرح بها، وكلما زادت المشقة يهوِّنها احتسابك إياها عند الله، وطمعك في أن تُبعث من بعد رمضان نقيًّا من الذنوب، ليس هذا وحسب، فالعطاء لا ينتهي، فيقول (ﷺ): “إن لله عتقاء في كل يوم وليلة لكلِّ عبدٍ منهم دعوة مستجابة”، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، فكن ممن سارعوا واجتهدوا وصدقوا الله، واستفرغوا الوسع، فهذا هو الموسم.
فالشياطين التي همها أن تزيِّن للعبد الشهوات وتصرفه عن العبادة وتضلُّه مقيَّدة الآن، يبقى عدوك هوى نفسك الأمَّارة بالسوء تستعين عليها بالعبادات والدعاء، بيد أن الخوف كل الخوف من شياطين الإنس، وممن حولوا رمضان ساحة للمعاصي لا العبادة، وسباقًا للمسلسلات وبرامج اللهو، فكن من ذلك في حذر.
وقد وصف النبي رمضان أنه شهر مبارك، والبركة كثرة وزيادة ونماء، وفيه ليلة القدر المباركة بنزول القرآن فيها: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ﴾، وحتى تفاصيله مباركة فيقول النبي: “إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها”، ومن بركات الصوم أن جعل الله بابًا للجنة لا يدخل منه إلا الصائمون، وهو باب الريَّان وفي اسمه ريُّ القلب الظمآن.
الفكرة من كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ ومَردةُ الجِنِّ، وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ، وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ، ونادى منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر، وللَّهِ عتقاءٌ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ”، فذا هو الشهر الكريم، وهذه نفحة من عطاياه من أول ليلة فيه، فيا باغي الخير لبِّ النداء وأقبل بكل جوارحك، وازهد الآن في الدنيا، وقصِّر أملك فيها، وأحسِن الظن برب كريم منحك هكذا شهرًا كريمًا، “ودبِّر لدينك كما دبَّرت لدنياك”، فإن الخسران كله أن ينقضي الشهر ولم تنهل منه.
يعدُّ الكتاب الذي بين أيدينا خطة عمل لكل مسلم يريد الاستعداد للشهر الفضيل، ليدرك فضله، وأبواب الخير فيه، وما قد يعوق سيره ليجتنبه، لعلَّ الله يقبلنا فيه ويكون لنا فيه بعثٌ جديد.
مؤلف كتاب من الطارق؟ أنا رمضان
خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وتميز بخطابه السهل الرقيق، وله عدد من المؤلفات والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
أول مرة أصلي.
سباق إلى الجنان.
الحرب على الكسل.
هُبي يا ريح الإيمان.