طرق معاقبة الأبناء
طرق معاقبة الأبناء
العقوبة أمر طبيعي للبشر ولا بد منها في بعض الأحيان، وهناك عدة طرق لمعاقبة الأبناء، ومنها العتاب؛ فهو وسيلة تربوية فعالة في علاج أخطاء من نحب، شرط ألا تكثر منه، كما أن الهدف من العتاب هو تصحيح الخطأ، والرجوع عن الذنب، لذا عليك ألا تعاتب إلا من تتوقع أن يُجدي معه العتاب، وانتبه ولا توجِّه اتهامًا مباشرًا وأنت تعاتب شخصًا ما، وقل “ما بالُ أقوامٍ” مثلما كان يفعل رسولنا الكريم، كما يمكنك معاقبة ابنك عن طريق اتباع “نهج التصحيح الذاتي”، حيث يطلب الأب ممن يخطئ أن يقوم بتعديل الأخطاء بنفسه، وهذا يسمى أيضًا “بالتصويب الذاتي للخطأ”، وهو يشبه ما تفعله المعلمة عندما يخطئ أحد التلاميذ في كتابة كلمة، فتجعله يعيد كتابتها بطريقة صحيحة.
ومن طرق العقاب أيضًا “التعويض عن الخطأ”، فإن قام ابنك بكسر أو إفساد لعبة طفل آخر، يُلزم بتقديم لعبة من ألعابه كتعويض، أو أن ما يدفع من مصروفه ما يكفي لشراء اللعبة، كما أن اللوم إحدى طرق المعاقبة الحكيمة، فصاحب النفس اللوامة ينتبه دائمًا لما يرتكبه من أخطاء ويحاول علاجها وتصحيحها، وهناك عقاب له فاعلية كبيرة، ألا وهو “العقاب بالتكليف الإيجابي”، والهدف من هذا العقاب هو تعديل السلوك والأخطاء وإصلاح العيوب، وذلك عن طريق تكليف المخطئ بالقيام ببعض الأعمال الشاقة عقابًا له على ما يفعله، فإذا شتم أخاه يكون عقابه هو غسل الأطباق لمدة ثلاثة أيام، وهكذا.
ومن طرق العقاب أيضًا جعل الطفل المخطئ يختار عقابه بنفسه، وذلك قبل الخطأ أو بعده، فتقول له يا بني إذا لم تنظف غرفتك أو تأخرت في العودة فما عقوبتك؟ فعندما يختار عقابه بنفسه سيراقب نفسه كي لا يقع في مثل هذا الخطأ، كما سيكون مقتنعًا بضرورة العقاب فلا يتمرد عليه أو ينفر منه، وقم بمعاقبة اللعبة وليس صاحب اللعبة، فعندما يسيء طفلك استعمال اللعبة قم بتنبيهه، وإذا لم يستجب للتعليمات فعليك بأخذها منه ووضعها في مكان الحجز، كما أن تجاهل المخطئ والإعراض عنه للحظات قد يجعله يدرك خطأه وينتبه له، وهناك عقاب يسمى “time out”، وهو نوع من العقاب بالهجر يقصد به عزل الطفل لفترة مؤقتة ودعوته للاختلاء بنفسه بعيدًا يفكر في خطئه، ويمكن استخدامه حينما يرتكب الطفل أحد الأخطاء متعمدًا.
الفكرة من كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
لقد دعانا ديننا الإسلامي إلى تأديب الأبناء، وحسن تربيتهم، ولذا يحرص الكثير من الآباء والأمهات على فعل ذلك، ولكن تجدهم يواجهون الكثير من المشاق والصعوبات، كالأسئلة المحيرة من قبيل هل ضرب الأبناء يصح أم لا؟ وكيف يختارون العقاب المناسب للطفل، ويستخدمون وسيلة العلاج المثلى؟
ولأن من إكرام الأبناء أن نستخدم في تربيتهم وتقويم سلوكهم كل وسيلة كريمة، وأن نقلِّل من استخدام العصا معهم؛ جاء إلينا هذا الكتاب، ليوضح ويبين كيفية وقاية أبنائنا من الوقوع في الخطأ، كما قام بتقديم العديد من النصائح التربوية المهمة التي دلَّنا عليها معلمنا ورسولنا محمد (ﷺ)، والمربي الناجح هو من يستخدم طريقة العلاج أو العقاب المناسبة لخطأ ابنه أو ابنته.
وهيا بنا لنتعرَّف على الطرق العملية التي تقي التلاميذ والأبناء شر الوقوع في الأخطاء، ونتعرَّف معًا على بدائل الضرب، وما الوسائل التي تمكِّننا من علاج أخطاء أبنائنا وبناتنا.
مؤلف كتاب كيف نعالج أخطاء أبنائنا
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له العديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة التي تختص بالتحدُّث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن أبرز مؤلفاته: “علِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، و”علِّم ابنك كيف يكره أخاه”، و”الفتاة لمن تشكو أحزانها”، و”من اليوم لن تنام حزينًا يا بني”، و”فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، و”يا بني كن هذا الرجل”، و”كيف تأمر أبناءك بالصلاة وكيف تسألهم عنها”، و”تربية العظماء”.