صمود الدولة الزيرية
صمود الدولة الزيرية
اشتعل حقد العبيديين في القاهرة بسبب ما حدث من قائد أهل السنة في الشمال الأفريقي المعز بن باديس، فقرَّروا دعم قبائل بني سليم وبني هلال وجرَّهم للحرب ضد المُعز، لتبدأ حلقة صراع عنيف بين المعز بن باديس والقبائل العربية المدعومة من العبيديين، والتي تحرَّكت عام 442هـ بجيش قوامه أربعمائة ألف وسيطرت على برقة دون مقاومة، ثم واصلت زحفها إلى طرابلس وتونس، وهزمت المعز بن باديس بجيشه واقتتل معهم في معارك طاحنة انتهت بهزيمته وانتقاله إلى القيروان، ثم هُزِم مرة أخرى بعدما استولى العرب على القيروان وهدموا حصونها، فانتقل إلى المهدية وجعلها العاصمة الجديدة لدولته عام 449هـ، وفوَّض أمر الدولة وشؤون الحكم لابنه تميم ولم يمضِ الكثير حتى مات سنة 453هـ.
عُرف تميم بن المعز بشجاعته ودهائه، إذ استطاع إرجاع المدن التي سُلبت من والده، كما استمال زعماء العرب بالمال والهدايا وصاهرهم وامتزج معهم، بل وصل الأمر إلى أنه استعان بهم في حربه مع الدولة الحمادية التي أراد زعيمها الناصر الحمادي القضاء عليه، واستطاع أن يضم مدنًا مهمة كصفاقس وسوسة وقابس، واتفق المؤرخون على شجاعته وحلمه، وفي عهده عادت الدولة الزيرية إلى هيبتها حتى مات عام 501هـ، وظلَّت الدولة الزيرية على استقرارها وهيبتها حتى سقطت بعد وفاة الأمير الحسن بن علي علَى يد رجار الصقلي سنة 543هـ بعد أن دام ملكها مائة وثمانين عامًا وأصبح الحسن آخر حكامها.
وسقطت الدولة الزيرية لعدة أسباب أهمها ظهور القبائل المناهضة التي أرسلها العبيديون، والانقسام الداخلي الذي حدث للعائلة الزيرية وترتَّب عليه ظهور الدولة الحمادية في المغرب الأوسط، وأيضًا انفصال بعض المدن عن الدولة الزيرية بسبب الحروب مع القبائل العربية والغزو الصليبي القادم من وراء البحر المتوسط.
الفكرة من كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
طبقًا للأحاديث النبوية الصحيحة، فإنه سيخرج آخر الزمان من أهل البيت رجلٌ يملك سبع سنين ينشر فيها العدل والسلام بعد الجور والظلم، ويكون اسمه كاسم رسول الله ﷺ واسم أبيه -أي محمد بن عبد الله- ويكون من ذرية فاطمة (رضي الله عنها)، وظهوره من المشرق، وسيحضر نزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) الذي سيُصلِّي خلفه، هذا الرجل هو المهدي، وقد ذُكر في خمسين حديثًا، بيَّن أئمة الحديث الصحيح فيها من غيره.
وفي إثر هذا ظهرت جماعات من الشيعة بقيادة دجالين كاذبين ادَّعى بعضهم أنهم المهدي المنتظر، فاستحلوا الدماء والأعراض وحرَّفوا القرآن والسُّنَّة، وعلى هذا فيتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الدولة العبيدية الفاطمية بنوع من الدراسة البحثية.
مؤلف كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي الجنسية، نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، كما حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
وله العديد من المؤلفات، منها: “دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية”، و”السلطان الشهيد عماد الدين زنكي”، و”صفحات مشرفة من التاريخ الإسلامي”، و”فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب”.