صراعات مع اليهود والمسيحيين وتهديد روما بذاتها
صراعات مع اليهود والمسيحيين وتهديد روما بذاتها
حدثت صراعات بين أصحاب الديانتين اليهودية والمسيحية والسلطة الرومانية، فقد وجد اليهود على مجموعتين إحداهما في المنطقة اليهودية وتجمعوا في القدس، والأخرى هي يهود الشتات في روما والإسكندرية وشمال شرق ليبيا وآسيا الصغرى، وقد حدثت مواجهتان كبيرتان بين اليهود والرومان في الأرض اليهودية في أعوام 66-70م وأعوام 132-135م، فحارب نيرون ثورتهم بتعيين فاسبيان عام 67م، وفي عام 70م تم احتلال القدس وهدم الهيكل بعد احتراقه، وأُلزم اليهود بدفع ضريبة منذ عهد دوميتيانوس، أما عن يهود الشتات فقد دخلوا بين عامي 115 و117م حربًا ضخمة مع الإمبراطور طراخان الذي كان كان منشغلًا بحملة عسكرية في بلاد فارس، فكلف سفيره مارسيوس الذي هزمهم في ليبيا.
وجدت كذلك صراعات بين المسيحيين والإمبراطورية، إذ اتهمهم نيرون عام 64م بحرق مدينة روما، وقد شهدت الإمبراطورية انتشارًا واسعًا للمسيحية عن طريق القديس بولس بخاصة في المشرق، ومع تتابع الأباطرة تعرض المسيحيون إما للاضطهاد وإما للا مبالاة، حتى جاء القرن الثالث الميلادي واستطاعت الجماعات الكاثوليكية أن تؤمِّن لنفسها مكانًا في الإمبراطورية بكنيسة خاصة بها.
بين عامي 235 و 284م تعرَّضت حدود الإمبراطورية للهجمات دون رد فعل قوي منها، كما وصلت غارات مفاجئة إلى شمال إيطاليا لتهدِّد روما بذاتها، وازدادت المعارك البحرية كذلك لتزداد هجمات البارثيين، وفي الشرق شكَّلت استعادة مملكة الفرس قوتها العسكرية خطرًا على روما كذلك، هذا بالإضافة إلى الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية التي أدت في بعض الأحيان إلى مقتل بعض الأباطرة على أيدي جنودهم أو في المعارك كما حدث مع فاليريانوس وغيره، وبعد القرن الثالث تسبَّبت تنقُّلات شعوب الجرمان الشرقيين كالقوط والفاندال خطرًا على حدود الإمبراطورية، كقيام القوط وملكهم كنيفا عام 238م بغزوات على حدود نهر الدانوب في الإمبراطورية، لتبدأ الدولة حالة ضعف أسفرت عن موتها ولكن ببطء واضح.
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.