شروط طلب القيادة وكيفية تعلُّمها
شروط طلب القيادة وكيفية تعلُّمها
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إنكم ستحرصون على الإمارة وستكون ندامة يوم القيامة”، وقد نصح الرسول أبا ذرٍّ بعدم توليه الإمارة لأنه ضعيف ولأنها يوم القيامة ستكون عبئًا عليه، أما الحالة المحمود فيها طلب القيادة فهي التي يكون فيها الشخص خائفًا أن يتولاها من ليس أهلًا لها، ولو تولاها بهذه النية فهو مُثاب مأجور مُعان عليها، مثلما طلب سيدنا يوسف (عليه السلام) أن يكون على خزائن الأرض، ولأنه لم يكن يوجد من هو أعدل منه حينها، لذلك فهناك شروط لإعطاء القيادة لمن يطلبها وهي أن يكون قويًّا مخلصًا، متميزًا عن المنافسين له، ويجب التمييز بين من يطلب القيادة ليتفاخر بها من باب الغرور وبين من يطلبها حرصًا على تنمية مهاراته، وتقديم خدمة إلى الأمة.
وهناك فرق بين القيادة والإدارة وهو أن القيادة تركز على العلاقات الإنسانية، أما الإدارة فتركز على الأداء في الوقت المناسب والالتزام باللوائح، ولكنهما متكاملان، فالقيادة وحدها تجعلنا نهمل الإنجازات، والإدارة وحدها تجعلنا ننسى الربط بالقيم والمبادئ. ولكن هل القيادة شيء يمكن اكتسابه وتعلمه؟ أم أنها فطرة يولد الإنسان بها؟
إن القيادة يجب تعلمها، فلم يولد أي إنسان قائدًا ولا توجد القيادة في الجينات، فنستطيع تعلُّم القيادة وإتقان الاستراتيجيات والأساليب القيادية، لكن الأمور الأخرى التي يتحلَّى بها القائد من الصعب التحلِّي بها مثل سرعة البديهة والعاطفة والرغبات والاهتمام وغيرها، لكنها تأتي بالتدريب والخبرة لصقل المواهب وهي عملية طويلة تتطلَّب التركيز مع الطفل في الصغر وتأهيله للقيادة، والفنون والعلوم، والتدريب وتطبيق العلوم التي تصقل الخبرة.
الفكرة من كتاب صناعة القائد
يستطيع أيُّ إنسان أن يُصبح قائدًا، وأن يكون سببًا في التغيير من الفشل إلى النجاح في حياته وفي حياة الآخرين أيضًا، وذلك عن طريق تعلُّم المهارات اللازمة لذلك، فالقادة يُصنعون ولا يولدون.
يعد هذا الكتاب برنامجًا تأهيليًّا وتدريبيًّا للقادة، فيطرح القضايا التربوية والإدارية الخاطئة التي نشأ عليها جيل أدت إلى تدهوره، مقدمًا حلولًا للخروج من هذا التأخر، وأهم الأساسيات الواضحة لصناعة القائد، وكيف ننمي المهارات الإدارية لدى الأشخاص، خصوصًا مع توافر البيئة التي ستؤهلهم للقيادة.
مؤلف كتاب صناعة القائد
طارق محمد السويدان: كاتب وداعية إسلامي، له برامج إذاعية كثيرة اشتهر بها، حيث تناول فيها التاريخ الإسلامي والفكر وتنمية القدرات والأداء، وحصل على البكالوريوس في هندسة البترول من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم درجتي الماجستير والدكتوراه في هندسة البترول جامعة تلسا في أوكلاهوما، له كثير من المؤلفات في مجال الإدارة مثل: صناعة النجاح، والقيادة في القرن الواحد والعشرين، كما اهتم بالكتب في الدعوة الإسلامية مثل: مختصر العقيدة الإسلامية، و أسرار الصوم، أسرار الحج والعمرة، وغيرها.
فيصل عمر باشراحيل: كاتب، حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بلندن، شارك في عدد من الصحف والمجلات مثل: مجلة شباب ومجلة المجتمع بالكويت وصحيفة البلاد بالسعودية. شارك في مجال التأليف والكتابة مع الدكتور طارق السويدان في إعداد: صناعة النجاح وصناعة القائد وسلسلة صناعة الثقافة.