شخصياتنا والنمو
شخصياتنا والنمو
الشخصية الناجعة الراقية التي يجب أن يطلبها كل إنسان لا بد أن تكون في تطور دائم لتواكب كل تغيرات الحياة من حولها، ونمو الإنسان يمكن إجماله في أربعة جوانب هي النمو المهني، والنمو المالي، والنمو الثقافي، والنمو الاجتماعي، ويكون النمو المهني بدأب الشخص في زيادة معارفه ومهاراته المهنية حتى يصل إلى القمة، وألا يكتفي بمجرد الواجب المطلوب منه في مهنته كما هو شأن أغلب الموظفين، بل يزيد من عنده في سبيل الرغبة في الإتقان والتميز.
أما النمو المالي فهو احتياج ضروري لكل إنسان لضمان رفاهيته الذهنية والجسدية، لكن يجب الاحتراس في التعامل مع المال لكيلا يتحول من وسيلة تساعدنا على ترقية النفس والعائلة، إلى غاية تستعبدنا وتجعلنا نعمل كل يوم لزيادة ما لدينا من مال دون التوقف والاستمتاع بما جمعناه، وهذه الاستزادة مرض يعوقنا عن الترقي في حياتنا.
أما النمو الثقافي فهو أقل أنواع النمو شهرة في مجتمعنا، إذ إنه نمو فردي يأتي من مبادرة الشخص تجاه نفسه لينمو ويضطلع بالشؤون العامة، عن طريق زيادة معارفه بالاطلاع الدائم والثقافة المنظمة والتعرض للفنون والآداب التي تصوغ الشخصية الراقية، أما النمو الرابع -أي النمو الاجتماعي- فيأتي محصلة لأنواع النمو الثلاثة السابقة، فهو نمو يأتي عفوًا وثمرة لتلك الجوانب من النمو التي نرتقي فيها، فبترقينا في جوانب النمو السابقة يزيد تعاملنا مع الآخرين، ويزداد عدد أصدقائنا ومعارفنا والأوساط الاجتماعية التي نحتك بها.
الفكرة من كتاب الشخصية الناجعة
إذا نظرنا إلى شخص ورأيناه قادرًا على التعامل مع كثير من البشر وحل كثير من المشكلات دون تردد أو خوف من الفشل، قلنا إنه يملك شخصية قوية، لا ذكاءً عاليًا، وذلك لأن الشخصية تختلف تمامًا عن الذكاء، فيمكن لشخصين أن يتساويا في مستوى الذكاء، لكننا نجد أحدهما أكثر جاذبية من الآخر في عمله وطريقة تفاعله مع الآخرين، وذلك لأنه أقوى شخصية من الآخر، لا أكثر ذكاءً.
والكاتب هنا يعرض الشخصية على أنها خاصية اجتماعية مكتسبة يمكن للإنسان تنميتها وتحسينها حتى تبرز، فشخصية المرء كبصمة يده، لا يمكن أن تتكرر عند أي إنسان آخر، وكل ما عليه أن ينميها ويتجاوز بها العوائق التي ستواجهه خلال ذلك، عن طريق اتباع درجات الشخصية التي وضعها الكاتب، وتطبيق تمارين تقوية الشخصية، حتى يُبرز الفرد شخصيته ويصل بها إلى النجاح والتميز.
مؤلف كتاب الشخصية الناجعة
سلامة موسى: صحفي ومفكر مصري ولد عام 1887م في محافظة الشرقية، وسافر إلى فرنسا وقضى فيها ثلاث سنوات التقى فيها عديدًا من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، ثم انتقل بعدها إلى إنجلترا وقضى فيها أربع سنوات يدرس الحقوق ويقرأ مؤلفات الاشتراكيين مثل كارل ماركس وغيره، وعندما عاد إلى مصر كان رائد الحركة الاشتراكية وصاحب أول كتاب عن الاشتراكية في الوطن العربي، أصدر كلًّا من مجلة المستقبل والمجلة الجديدة، وتولى رئاسة مجلة الهلال لمدة ست سنوات، وشارك في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، وتُوُفِّيَ سنة 1958 عن عمر يناهز واحدًا وسبعين عامًا تاركًا خلفه عديدًا من المؤلفات مثل:
أحاديث إلى الشباب.
حياتنا بعد الخمسين.
فن الحياة.