سنة المعجزات

لم يكد نيوتن يتخرَّج في كامبريدج حتى حل الطاعون الأسود بإنجلترا، واضطرت الجامعة إلى الإغلاق واضطرَّ نيوتن للعودة إلى موطنه، حيث سُجِّلت 8000 حالة وفاة في لندن كل أسبوع، وانتشر المواطنون عبر الريف طلبًا للسلامة، ولكن السيئ أن أهل لندن حملوا الوباء إلى المقاطعات الشرقية، ومنها إلى الأجزاء الداخلية في البلاد، وعن تلك الأيام يقول نيوتن إنه كان (في قمة عطائه في الإبداع والرياضة).

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كان نيوتن قد ألَّف مقاله الرياضي الأول والرئيس في كامبريدج قبل أن تغلق الجامعة أبوابها، وأنهى المقال الثاني بعد أن أغلقت، وكان أكثر تطورًا، ثم ثلاثة مقالات أخرى، وقد اشتمل عمله على طريقة رائدة سماها “التغيرات المستمرة”، أو الكميات التي تتعرَّض لمعدلات ثابتة من التغير، وقد أصبح في ذلك الوقت أكثر الرياضيين شهرة في العالم بسبب نظريته في هذه المتغيرات المستمرة، أو ما اصطلح على تسميته الآن بحساب التفاضل والتكامل.

هذه النظرية التي بفضلها يستطيع الشخص تحديد أدق تفاصيل التغيرات في تسارع جسم ما في أثناء سقوطه، وحساب المسار الدقيق لكوكب دوار، أي إن حساب التفاضل والتكامل أصبح أكثر فاعلية في حل المسائل المتعلقة بالمتغيرات متناهية الصغر، ويشهد لعبقريته حادثة التفاحة المشهورة التي حدثت في هذه الفترة في بيت صديقه وليام ستكيلي، حيث بدا له أن قوة الجاذبية لا تتناقص بقدر ملحوظ عندما يتحرَّك جسم ما بعيدًا عن مركز الأرض، ولكن قابلته بعض المشكلات لم يستطع حلها إلا بعد سنوات، وترك مقاله جانبًا واتجه إلى دراسات أخرى.

فقد اتجه إلى العمل على المنشور الضوئي، فأجرى تجرِبة على ضوء الشمس باستخدام المنشور، وظهر الطيف على الحائط، ولكن على شكل شريط مستطيل كما كان ديكارت يقول، وأعاد التجربة مرة أخرى ولكن باستخدام منشورين، وسمَّى هذا بـ”التجربة الحاسمة”، وظهر له أن شكل الألوان هو نفسه في جميع الحالات، وتوقع أنه لو تمكَّن من حساب زوايا أشعة الألوان المنحرفة بدقَّة لتمكَّن من صياغة قانون جديد لانكسار الضوء، ولكن أفضت به هذه التجرِبة إلى استنتاج آخر، وهو أن الضوء الأبيض مكون من جميع ألوان الطيف.

يعدُّ إسحاق نيوتن من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور وأحد رموز الثورة العلمية، فقد شغل نيوتن منصب رئيس الجمعية الملكية، كما كان عضوًا في البرلمان الإنجليزي، إضافةً إلى توليه رئاسة دار سك العملة الملكية.

في هذا الكتاب يتحدث جيل كريستيانسن عن نشأة نيوتن ودراسته وتجارِبه التي أجراها، ومناط عبقريته وتفوُّقه على غيره وأبحاثه وإنجازاته، والمناصب التي تقلَّدها واحترام العلماء له والمعارك التي خاضها معهم.

جيل كريستيانسن Gale E. Christianson: أستاذ بارز في كلية الفنون والعلوم، وأستاذ التاريخ في جامعة إنديانا، ورُشِّح مرتين لجائزة بوليتزر عن كتاب “إسحاق نيوتن وعصره”، وكذلك عن كتاب “حياة لورين إيزلي”، وهو مدير تحرير سلسلة أكسفورد لأعلام العلوم.