ذكريات قديمة
ذكريات قديمة
إن التجارب والذكريات الخاصَّة بمرحلة الطفولة لها أهمية كبيرة، لأنها البذور التي تزرعها في الأرض، ومن هنا تختلف جودة النبات إن كان النمو سيئًا أو جيدًا، وهذا بالضبط ما يحصل في الطفولة، فإن البعض من ذوي الحساسية المفرطة قد عاشوا في اكتئاب وقلق، بينما البعض الآخر لم يعانوا مشكلات كبيرة، وبشكل عام فإن الطفولة المضطربة تؤثر في الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة، لأنهم يرون كل التفاصيل، وأيضًا من المهم أن ننتبه لمسألة التعلُّق غير الآمن! فأسلوب التعلُّق غير الآمن حتى لو كان بالوالدين يستمر لفترة طويلة، ولكن رُبما يختفي إذا حصل الشخص على تعلُّق آمن من خلال رفيق أو علاج نفسي، ومن الصعب محو آثار التعلُّق غير الآمن النابع من الطفولة، فربما ينشأ الشخص متجنبًا للعلاقات الحميمية أو لديه رغبة غير سويَّة للاختلاط بالآخرين، أو يعاني مسألة الخوف من الهجر، وقد يسعى هذا الشخص إلى البحث عن التعلُّق الآمن الذي يرغب فيه، ولكنه ربما يكرر الأخطاء ويختار نفس الأشخاص الذين يشعرونه بعدم الأمان.
وعلى الجانب الآخر فهناك أطفال ذوو حساسية مفرطة قد عاشوا طفولة سعيدة، فالآباء الأسوياء الذين يعلمون مشكلة طفلهم ويتقبَّلونها تجمعهم علاقة وثيقة بهذا الطفل ويتواصلون معه باللطف واللين، وعلى هذا يمكننا القول إن الأطفال ذوي الحساسية المفرطة الذين يتمتعون بالتعلُّق الآمن، يتمتعون بالصحة الجيدة لأن الأطفال ذوي الحساسية المفرطة يكونون أكثر عرضة للمرض عندما يتعرَّضون للضغط المتأثر بصورة الأمان الذي يحصلون عليه من خلال حياتهم الأسرية.
إن التعافي من معاناة ناتجة من سوء المعاملة في الصغر صعب ويحتاج إلى لمجهود، فابذل ما في وسعك ولا تستسلم، ورُبما صفاتك الجيدة ستساعدك على إقامة علاقات صحية ووثيقة، واعلم أن قضاء الوقت مع الشخص المناسب يصنع فارقًا كبيرًا.
الفكرة من كتاب الشخص مفرط الحساسية
إننا وفي مختلف أعمارنا نواجه أشخاصًا من ذوي الحساسية المُفرطة، وقد نجهل كيفية التعامل معهم، لا سيما إذا كانوا أقرب الناس إلينا، لذا كان من الضروري شرح سمات هذه الشخصية بما فيها من عيوب ومميزات، حتى يسهل علينا أن نتعامل مع أصحاب هذه الشخصية باللين والرفق بدلًا من إلقاء اللوم عليهم بشكل مستمر، لأننا لا نملك الوعي التام بأفكارهم وطريقة تصرفاتهم، إذ إن هذا الكتاب حقًّا يُعدُّ كنزًا ثريًّا مليئًا بالتفاصيل التي تخصُّ الشخصيات ذات الحساسية المُفرطة.
مؤلف كتاب الشخص مفرط الحساسية
الدكتورة إلين إن أرون: عالمة نفس أمريكية، وهي كاتبة غير روائية وُلدت عام 1944، وألفت الكثير من المؤلفات حول الشخصيات التي تعاني الحساسية المُفرطة، ومن مؤلفاتها:
الشخص مفرط الحساسية في الحُب.
الوالد مفرط الحساسية.
العلاج النفسي للشخص مفرط الحساسية.
الذات المُقيَّمة بأقل من قيمتها.