دور الأم والأب التربوي
دور الأم والأب التربوي
تتضمَّن وظائف الأسرة في عدة نقاط رئيسة، وهي: استمرار النسل، أي إنجاب الأطفال، والتنشئة الاجتماعية السليمة كي يصلُح المجتمع بأبنائه فلا يصبحون عالة عليه، وحماية أبناء الأسرة، ومهمة التربية والتعليم لأبنائها، وتهيئة الأبناء للمشاركة في المجتمع والتعامل معه، ومن هنا ننطلق إلى التعرف على دور مؤسِّسي هذه الأسرة، وهم الأب والأم، بدايةً دور الأب في التربية دور مهم وفعال، ولكي يكون أبًا فعالًا وله تأثير إيجابي في أسرته عليه التحلي بالتالي: الصبر، والحكمة في إدارة مشاكله خارج البيت وداخله، والفصل بينهما، ويكون على قدر علم بدوره كأب كما جاء في الإسلام، ويتعلم تربية الأبناء في الإسلام، ويُعامل أبناءه بعدل ورفق، ويتحكَّم فيما يصدر منه من أفعال وكلمات أمام أبنائه، وتوصيل مشاعر الحب والحنان والاحتواء إلى جميع أبنائه، وألا يبتعد عن أبنائه فترات زمنية طويلة، ويكوِّن صداقات مع أبنائه، ويُراقب تصرفاتهم حتى يقوِّمها، فالأب هو الركن الآمن لأطفاله، فيجب أن يدرك ذلك حتى يصبح أبًا صالحًا بالفعل.
كما أن الأم لها دور مهم ومنفرد في تربية أبنائها، ففي مرحلة الحمل يتأثر الطفل بغذاء ومشرب أمه وعاداتها السيئة وأمراضها، ويتأثر بنفسية الأم سلبية كانت أم إيجابية، ولو كانت مستبشرة بحملها يشعر بهذا، ثم في مرحلة الطفولة المبكرة يجب أن تحرص على الرضاعة الطبيعية وتنظيفه ورعايته، لا تلقي ذلك على كاهل مربية، فهذا خطأ فادح قد تقع فيه الأمهات، أو تلجأ إلى الرضاعة الصناعية، ويجب أن تهتم الأم بسلوك وقيم الطفل لأن هذه مرحلة البناء التي سيكمل بها حياته، ثم تأتي مرحلة المراهقة وبخاصةٍ في تربية الفتيات، فيجب أن تحرص الأم على الإنصات إليهنَّ ومصادقتهن حتى لا تنفلت الفتاة أو لا تجد إشباعًا في بيتها فتنحرف سلوكيًّا في الخارج.
لذا فعلى الوالدين أن يشعرا بأهمية التربية ومسؤوليتها الكبيرة التي تقع عليهما، ويجب الاهتمام بكل نواحي التربية من صحية ونفسية وإيمانية واجتماعية وغيرها مع أبنائهم، وذلك من خلال تزويد خبراتهم ومعلوماتهم التربوية من خلال القراءة والاستماع إلى تجارب تربوية أخرى ناجحة.
الفكرة من كتاب الأسرة ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا وتربويًّا
العملية التربوية ليست عملية آلية لها منهج موحد، بل هي عملية فعَّالة مرنة، تأخذ منحنًى خاصًّا بها حسب مبادئ وقواعد كل أسرة، والذي يُميِّزها أن لكل مُربٍّ قواعده الأساسية التي يبني عليها هذه الأسرة وتبدأ منذ الصغر، ومن سمات هذه القواعد أن تكون واضحة ومفهومة وقابلة للتطبيق والمتابعة، وأن يحاول الوالدان توحيدها داخل الأسرة، وعلى ذلك يجب أن تتضمَّن التربية أسلوب الثواب والعقاب لأنها ليست عملية عشوائية، لذا جاء هذا الكتاب ليضع أمامنا مفاهيم مهمة حول الأسرة ودورها، ودور كل من الأم والأب، ودور المدرسة أيضًا.
مؤلف كتاب الأسرة ودورها في تنشئة الأطفال اجتماعيًّا وتربويًّا
تمارا محمد زياد الجاد الله.