خدمت الوطن.. فعاقبني!
خدمت الوطن.. فعاقبني!
بين تصوُّر الدكتور عن الجامعة والواقع وقتها بَوْن شديد، فكان يرى أن الجامعة مؤسسة التعليم العالي القائمة على ركني الإدارة والطلبة من الطبيعي أن تُصرف الموارد المالية فيها بناء على هذا التصور ولخدمة هذين الركنين، بينما الواقع أن تلك الموارد كانت تَصب لصالح الإدارة والإداريين، في حين أن القاعات والأقسام العلمية والبحث العلمي بحاجة إلى التطوير والتحسين، إضافة إلى ذلك فقد كانت الجامعة خاضعة لوطأة السياسة والحكم أيضًا لدرجة التدخل في المقررات الدراسية!
بعد انضمام الدكتور عبد الله إلى هيئة التدريس وإضافته إلى مقرر الفكر السياسي الإسلامي وقيامه بتدريسه بنفسه توتَّرت علاقته بالسلطة بعد إحدى المحاضرات وأصبح بشكل أو بآخر تحت الأنظار! ومن الأنشطة المهمة التي كانت للدكتور في الكويت أيضًا في تلك الفترة قبوله لتقديم برنامج تلفزيوني فكري سياسي استضاف فيه عددًا من المشاهير المهمين كالرئيس السادات وكميل شمعون الرئيس الأسبق للبنان وبيار الجميل رئيس حزب الكتائب في لبنان وياسر عرفات، وغيرهم كثيرون، وكان البرنامج يصنَّف ضمن البرامج الناجحة.
“الكويت: الرأي الآخر” نشاط آخر للدكتور آنذاك، وهو مؤلَّف سبَّب لصاحبه مشكلات مع السلطة، حيث كان الغرض منه الاحتجاج على حل مجلس الأمة بشكل غير دستوري وتجميد العمل بالدستور، وشرح فيه أيضًا ملابسات هذا الاحتجاج التاريخية والسياسية، وتسابق الناس على اقتناء هذا الكتاب وقتها، أما رد فعل السلطة تجاهه فقد اجتمع مجلس الوزراء في أحد الأيام وقرَّر منع الكتاب من دخول البلاد وفصل الدكتور من العمل في الجامعة ومنعه من السفر وتجميد حقوقه المدنية مدة خمس سنوات!
الفكرة من كتاب من أيام العمر الماضي
يبدو أننا لا نعرف كثيرًا عن العالم الذي نعيش فيه، فلكلٍّ تفسيره الخاص الناتج من تجارب ومعايشة لأوضاع من الصعب أن نحكم عليها عبر صفحات الأوقات، لكننا نكوِّن وجهة نظرنا الخاصة أيضًا من خلال الاطلاع عليها، ومن تلك التجارب تجربة للدكتور عبد الله النفيسي، إذ يرينا عالمه الخاص ويطلعنا على العالم من حوله أيضًا، فمن مدرسة فيكتوريا بمصر إلى مانشستر في بريطانيا ثم الجامعة الأمريكية في بيروت ثم العراق والشيعة والعودة إلى لندن ثم الكويت والسلطة مرورًا بالدمام وانتهاءً بالعين في الإمارات للعودة منها إلى الوطن.
مؤلف كتاب من أيام العمر الماضي
عبد الله بن فهد النفيسي: سياسي وأكاديمي انتُخِب عضوًا لمجلس الأمة، عمل أستاذًا للعلوم السياسية في جامعة الكويت وجامعة الإمارات في مدينة العين، وهو يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من كلية تشرشل بجامعة كامبردج في بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة من الجامعة الأمريكية في بيروت.
من مؤلفاته: في السياسة الشرعية، وعلى صهوة الكلمة، والعالم بعد غزوة منهاتن، والمستقبل الغربي.