حقيقة الدعوة
حقيقة الدعوة
إن التدين العام في المجتمعات هو الذي يضمن استمراريته وليس حصره في فئة أو حركة أو جماعة دون غيرها وليس حصره وجعله غاية مقصودة بذاتها وأنه هو كل الدين، وعلينا أن نتعلم الدعوة إلى الله بمعناها الحقيقي وليس كما نشاهد اليوم من اكتظاظ الحركات والجماعات الإسلامية والدعوية بأعداد مهولة لا عمل لها، أو عملها قليل مقارنةً بعددها إلا أنها تشعر بانتمائها ذلك أنها قد أرضت ضميرها وأفرغت ذمتها من الواجب تجاه الدين!
الدعوة إلى الله دعوة إلى عبادته وإلى الإيمان بكل معانيه القرآنية، وابن القيم يقول في معنى الدعوة إلى الله والرسل من أولهم إلى خاتمهم (صلوات الله وسلامه عليهم) أجمعين أُرسلوا بالدعوة إلى الله، وبيان الطريق الموصل إليه، وبيان حال المدعوين بعد وصولهم إليه، فهذه قواعد ثلاث: دعوة إلى الله وتعريف للمخلوقين بالخالق وأسمائه وصفاته وأمره ونهيه وعلمه وحُكمه، وتعريف بالسبيل والطريق المستقيم المتمثل في امتثال أمره واجتناب نهيه، وأخيرًا تعريف بالحال بعد الوصول من آخرة وحساب وجنة ونار، فهذه هي كليات الدين التي تقوم الدعوة عليها بلا وسائط تنظيمية ولا شعارات برَّاقة.
وتلك الدعوة في حقيقتها هي تبليغ الناس بالقرآن بمفاهيمه الداعية للإيمان وليس بمجرد إيصال نصِّه فقط، فالدعوة القرآنية التي نحتاج إليها تتمثل في مخاطبة الناس بالقرآن خطابًا عمليًّا ينزل إلى غاياتهم وحاجاتهم وممارساتهم ليصبح واقعًا متحركًا متمثلًا فيهم ومتمثلين به، فتلك هي البعثة الحقة، وذلك هو التجديد الصحيح.
الفكرة من كتاب البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
“إن مفتاح العمل الدعوي الإسلامي رهين أولًا وقبل كل شيء بتحقيق إسلاميته في نفسه! أي إنه لا بدَّ من مراجعة التصورات والمفاهيم والمناهج وسائر الوسائل التي تتبنَّاها هذه الجماعة أو تلك، أو يعرضها هذا المفكر أو ذاك كمشروع لتجديد الدين وإقامته في المجتمع”.
في عرض تفصيلي تحليلي مكثَّف يعرض الكاتب في هذا الكتاب القضية الإسلامية السياسية ليفحصها من جذورها، ويتدرَّج بالقارئ شيئًا فشيئًا، فيضع النتائج أمامه واضحة بيِّنة متوافقة مع الواقع ليجعله يتساءل متى التطبيق؟!
مؤلف كتاب البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب مغربي، كان عضوًا برابطة الأدب الإسلامي العالمية، وهو أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وخطيب جمعة وواعظ بعدد لجوامع مدينة مكناس.
له العديد من المؤلفات والكتب منها:
كاشف الأحزان ومسالح الأمان، والدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج، وبلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق.