حفظ الطاقة وصيانتها
حفظ الطاقة وصيانتها
لا خلاف حول كون الطاقة تمثل وسيلة لتحقيق أغراضنا، ومن ثم فإن الاستهلاك الزائد للطاقة يمثل إحدى صور الاستخدام غير الملائم للمصادر الطبيعية، وبينما يعتمد الاستهلاك العالمي للطاقة بشكل رئيس على طاقة المصادر غير المتجددة، بدأت المصادر في التضاؤل وأوشكت على النفاد، لذلك بدأت المجتمعات في الاتجاه إلى البحث عن حلول في ما يتعلق بتقليل استهلاك الطاقة، بالتوازي مع البحث عن المصادر البديلة، ولتقليل استهلاك الطاقة بدأت بعض المجتمعات تتجه إلى دعوة أفرادها إلى تغيير بعض السلوكيات التي تتعلق بالاستخدام غير الملائم لمصادر الطاقة، مثل الدعوة لاستعمال خطوط المواصلات العامة بدلًا من التزايد المتصاعد في استخدام السيارات الخاصة التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الطاقة، ودعوتها إلى تقليل الطاقة المستخدمة لأغراض التدفئة والتبريد، عن طريق تعديل التصميمات المعمارية للبيوت أو استخدام المواد الملائمة في بناء المنازل لتناسب الطبيعة المناخية للبيئة المحيطة.
وعند الحديث عن قضية تقليل استهلاك الطاقة وحفظها، تجدر الإشارة إلى ضرورة النظر إلى الطاقة النهائية التي يحتاج إليها المستخدم دون النظر إلى الطاقة التي يُمَدُّ بها، وتعديل آليات عمل إمداد الطاقة لتناسب حاجة المستخدم النهائية، فعلى سبيل المثال، الطاقة الحرارية التي يحتاج إليها الفرد لتسخين الماء يمكن توفيرها عن طريق الاستخدام المباشر لمصدر طاقة يوفر الطاقة الحرارية، مثل استخدام الطاقة الشمسية بدلًا من الآلية التي تعمل بها الأجهزة الحديثة، وهي أن يبدأ العمل عن طريق حرق أحد مشتقات النفط لتبدأ دورة توليد الطاقة الكهربائية، ثم يلي ذلك تحويلها إلى طاقة حرارية تُسخِّن المياه، وهو ما يؤدي إلى فقد جزء كبير من الطاقة.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الطاقة البديلة
نالت قضية الطاقة اهتمام الجميع في العصور الحديثة نتيجة الصلة الوثيقة بين نمط الحياة اليومية للمجتمعات واستخدام مصادر الطاقة، ومع بداية نفاد المخزون الاحتياطي لمصادر الطاقة، بسبب زيادة الاستهلاك، ولكون معظم مصادر الطاقة التي يُعتمد عليها في تلبية الاحتياجات اليومية تمثل مصادر غير متجددة، بالإضافة إلى زيادة الوعي بالآثار المدمرة للبيئة التي تنشأ من تزايد الاستخدام لهذه المصادر، بدأت المجتمعات تتجه إلى البحث عن مصادر بديلة تفي بالاحتياجات اليومية للمجتمعات البشرية دون أن تؤثر في نظام الرفاهية الذي تعيش فيه هذه المجتمعات.
يحتوي هذا الكتاب على تعريف المصادر البديلة للطاقة وأبرز استخداماتها، كما يتعرض لبعض القضايا التي تتعلق بالطاقة مثل وضع الطاقة على الصعيد العالمي وكيفية الحفاظ على الطاقة.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الطاقة البديلة
سعود يوسف عياش: ولد في فلسطين عام 1947م، تخرج في كلية الهندسة الميكانيكية ببغداد ثم حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إدنبرة باسكتلندا، يعمل باحثًا في قسم الطاقة بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، ونشر عديدًا من البحوث العلمية في ميكانيكا السوائل والطاقة الشمسية.