تكنولوجيا تحليل البيانات

تكنولوجيا تحليل البيانات
تعد عملية تحليل البيانات أساس الإعلام الرقمي الحديث، فهي توفر للصحفيين والإعلاميين المعلومات التي تساعدهم على فهم الجمهور وإنتاج محتوًى مؤثر فعال، وتقوم على جمع كميات هائلة من البيانات من مصادر مختلفة، كمواقع الويب ووسائل التواصل الاجتماعي، باستخدام عدة أدوات، منها: (Google Analytics) و(Twitter Analytics) و(Facebook Insights)، وهي أدوات تحليل قوية تساعد الإعلاميين على مراقبة تفاعل الجمهور مع المحتوى، وتتبُّع معدلات التفاعل مع المقالات والتقارير المختلفة، ومن ثم تفيد في معرفة نوعية الجمهور واهتماماته، وإنتاج محتويات تثير انتباهه، وكذلك (Hadoop) و(Spark)، وهي أدوات لفحص البيانات الضخمة، تمكن المحللين من معرفة توجهات السوق الإعلامية، و(Tableau) و(Power BI) لتحليل الأنماط بشكل تفصيلي سهل، و(Data Miner) للتنقيب عن البيانات، بالإضافة إلى أدوات تحليل البيانات النصية مثل: (NLTK) و(NLP)، وأدوات التحليل الوصفي مثل: (Excel) و(SPSS)، وأدوات تقييم الأداء مثل: (KPIs)، التي تقيس نجاح استراتيجيات التحليل أو فشلها.

عند استخدام أدوات تحليل البيانات يجب اختيار الأداة المناسبة، ثم جمع البيانات في قاعدة بيانات خاصة، ثم تنظيفها وتنسيقها للتحليل من خلال إزالة البيانات المكررة والناقصة، وتحويل التواريخ إلى تنسيق قابل للمعالجة، وكذلك تحويل النصوص إلى مجموعات من الكلمات المفتاحية، ويمكن إجراء تحليلات مختلفة لاستخلاص المعلومات القيمة من البيانات، كالتصنيف والتجزئة والتوقعات والتجميع، ثم تُوثَّق النتائج في تقارير قابلة للتوزيع والمشاركة، ويمكن دعمها برسوم بيانية لتسهيل فهمها. ومن مميزات تكنولوجيا تحليل البيانات اكتشافُ الموضوعات المهمة في الأخبار والمعلومات المتدفقة، وتسهيل فهم الأنماط والاتجاهات، واستخدامها في الربط بين الأحداث، وإدارة كميات هائلة من البيانات وتحويلها إلى معلومات قيمة، كما تساعد على إجراء تحليلات التنبؤ وتوقع الاتجاهات المستقبلية باستخدام البيانات التاريخية، وكذلك تساعد الصحفيين على تقييم أداء المحتوى الصحفي، ومراقبة الأحداث المهمة، وتوجيه استراتيجيات التغطية الإعلامية للتركيز على احتياجات الجمهور واهتماماته.
بجانب ذلك تساعد الصحفيين على الكشف عن الفساد والممارسات غير الأخلاقية من خلال البحث في قواعد البيانات العامة، وتحليل الشبكات الاجتماعية والعلاقات بين الأفراد والجهات المعنية باستخدام أدوات مثل SQL وAPI، فتكشف عن الأنماط غير الطبيعية التي تشير إلى وجود تلاعب وتصرفات مشبوهة، كما تساعد على كشف الأخبار الزائفة، ومراقبة أعداد كبيرة من المصادر الإخبارية.
الفكرة من كتاب الأخبار في عصر الآلة: كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل الصحافة الإلكترونية؟
تعود بداية ظهور الصحافة الإلكترونية إلى أواخر الثمانينيات، بعد تطوير الشبكة العالمية WWW، ومع دخول الألفية الجديدة توجهت الصحف نحو الويب لنشر محتواها، ثم شهدت تغييرات جذرية مع ظهور المواقع الإخبارية على الإنترنت، ودخول الصحافة والإعلام عالم وسائل التواصل الاجتماعي. أدى هذا التطور الهائل إلى انتشار المعلومات بسرعة هائلة، وحصول القراء على الأخبار والتحديثات المستمرة في أي زمانٍ ومكان، كما أصبح في مقدورهم التفاعل مع المحتوى الصحفي من خلال التعليقات والمشاركة، وتبادل النقاشات والآراء مع الآخرين، وقد صاحب ذلك التطور ظهور عديد من التحديات، كانتهاك الخصوصية، وانتشار المعلومات الزائفة، والهيمنة الثقافية، والفقاعات المعلوماتية.
لذا يناقش الكتاب هذه التحديات، ويحاول إيجاد حلول مناسبة لها، كما يتناول أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في مجال الصحافة، خصوصًا عند جمع البيانات وتحليلها، كما يتطرق إلى أخلاقيات مهنة الصحافة وأهميتها في العصر الرقمي الذي نعيشه الآن.
مؤلف كتاب الأخبار في عصر الآلة: كيف يشكل الذكاء الاصطناعي مستقبل الصحافة الإلكترونية؟
الدكتور خَالِد مُحمَّد غَازِي: حصل على الدكتوراه في الإعلام عام ٢٠٠٩، وهو كاتب وصحفي مصري، ورئيس تحرير وكالة الصحافة العربية، ورئيس تحرير جريدة صوت البلد الأسبوعية المستقلة، وحاصل على جائزة الدولة للإبداع عام 1996، من مؤلفاته:
صناعة الكذب: كيف نفهم الإعلام البديل.
ما بعد العولمة، صناعة الإعلام وتحول السلطة.
عقول خفية.. استراتيجيات الإعلام والحرب النفسية.