تطور الفكر الفلسفي عند المصري القديم
تطور الفكر الفلسفي عند المصري القديم
انتقلت حضارة مصر الفرعونية من خلال اليونان والرومان إلى أوروبا والغرب، ثم تأثرت بحضارة العرب، وهكذا نجد أن ما وصلت إليه الحضارة الإنسانية الآن، من تقدم ما هو إلا نتيجة تراكم للمعرفة الإنسانية في مراحلها المختلفة، وكان لمصر دورها الكبير في هذا المجال، ولذلك فإن الحضارة الغربية اليوم هي نتيجة لتراكم حضارة مصر والعرب وغيرها من حضارات البشرية، كما أن انتماء مصر إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط لا يقتصر فقط على الحقبة اليونانية الرومانية، حيث التفاعلات مستمرة بحكم الموقع، ولذلك يعترف اليونانيون في عصورهم الراقية بأنهم تلاميذ المصريين في الحضارة، وهناك تشابه في المناخ وأنماط الحياة بين الإسكندرية وبورسعيد في مصر وما يقابلها على الجانب الشمالي من البحر المتوسط مثل؛ أثينا في اليونان ونِيقوسيا في قبرص ونابولي في إيطاليا.
وتعد جامعة الإسكندرية منارة حضارية، وكان ستراتون عميدًا لجامعة الإسكندرية، فنقل لها الطابع العلمي والعقلي، الذي تميز به الفكر الإغريقي، وأصبحت الجامعة منارة للبحث العلمي؛ فكان بها مرصد للفَلك وحديقة حيوانات لدراسة علم الحيوان، وأخرى لدراسة علم النبات، بجانب دراسة الهندسة والرياضيات والفنون والآداب والفلسفة والطب والجغرافيا والتاريخ والموسيقى، وغير ذلك من علوم، وقد أُلحِق بالجامعة مكتبة هائلة ومتحف، وكانت المكتبة تضم نحو 700 ألف كتاب كان أغلبها على هيئة مجلدات، ولما ضاقت على سعتها تم إنشاء مكتبة أخرى عرفت بالصُّغرى، وضمَّت مكتبة الإسكندرية أساتذة عظامًا؛ منهم إقليدس صاحب النظريات الهندسية والرياضية الشهيرة حتى الآن، وبطليموس الفلكي، الذي وضع أعظم مرجع في الفلك المعروف بـ”المجسطي”.
الفكرة من كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
“اليوتوبيا”: كلمة يونانية تعني المكان غير الموجود، أو المكان الموجود في الخيال، والذي يتمتَّع بنظام اجتماعي وسياسي وأخلاقي مثالي، والمجتمع المثالي لا بدَّ أن يكون مجتمعًا أكثر إنسانية يؤكِّد كرامة وقيمة الإنسان، فالإِنسان هو المؤمن بوجود قيم وأخلاق مشتركة بين البشر جميعًا رغم اختلاف أنواعهم وألوانهم وعقائدهم.
مؤلف كتاب موسوعة تاريخ الأفكار ج1
مرفت عبد الناصر، استشاري وأستاذ الطب النفسي الزائر، بجامعة كوليدج في لندن، حاصلة على زمالة الكلية الملكية للأطباء النفسانيين، لها مؤلفات مهمة عن دور الثقافة في نشأة المرض النفسي باللغة الإنجليزية، والعديد من المقالات في الأدب والنقد والفلسفة وعلم المصريات باللغة العربية، من أعمالها سلسلة مصورة من أربعين جزءًا عن تاريخ مصر القديم للأطفال من (1997: 2002).