تشكيل الشخصيات المختلفة للطفل
تشكيل الشخصيات المختلفة للطفل
تحدَّثت الكاتبة في هذا الفصل عن بعض العادات والصفات التي يُحبَّذ زرعها في الطفل وتدريبه عليها خلال مرحلة الطفولة، وقبل التطرُّق إليها ذكرت بعض الأشياء التي يجب التنبُّه لها خلال عملية التكوين تلك، منها أن تدرك أن الطفل مُقلِّد بارع، يُخزن كل ما يرى ويسمع، وليس ما تسقيه خلال عملية التربية فقط، لذلك يجب أن تُدرك أنك القدوة الأولى له، وتهتم بمشاعر طفلك كإنسان، فلا تتعامل معه كأنه قطعة صلصال تُريد تشكيلها كيفما أردت، بل تُحاوره فيما يرى، وتهتم لرأيه وتعطيه فرصة التعبير عن ذاته، وتعبِّر أنت بدورك عن حبك غير المشروط له، فكلمة “أحبك” جملة إخبارية كاملة لا تحتاج إلى أن تُتمها بسبب أو علة لهذه المحبة، وبذلك تستطيع أن تمنحه الأمان والاستقلالية وتزرع بداخله الثقة بالنفس.
وأول ما تناولته الكاتبة من أنواع الشخصيات، هي شخصية الطفل القارئ، كون القراءة هي الوسيلة الأفضل لتأسيس عقلية الطفل، ويمكن تحبيبها له برواية القصص قبل النوم يوميًّا، واصطحابه إلى المكتبة بشكل شهري، ومساعدته على انتقاء الكتب التي تناسب سنَّه، والشخصية الثانية هي: الطفل السعيد، والسعادة في الواقع ليست صفة أو عادة، إنما هي حالة نفسية تتكوَّن بداخل الطفل نتيجة للمعاملات المختلفة التي يتعرَّض لها، أو الأفعال التي يقوم بها، فيكون سعيدًا عندما يُمدح ويُقدَّر على إنجاز قام به، وأيضًا عندما يشعر بحريَّته وأهميَّة وجوده.
وتضاد هذه التنشئة السويَّة عدة تصرُّفات قد تؤثِّر في نفسية طفلك، منها: المقارنة بالآخرين والإكثار من الشتم والإهانة، والحديث عن الطفل بالسوء أمام الناس، والقسوة في التوجيه أو استخدام الضرب والتهديد، وعدم الاعتذار له عند الخطأ، وغيرها.
الفكرة من كتاب نباتًا حسنًا
إن الإنسان السوي هو وحدة بناء المجتمع الصالح، ولا تستقيم أمور الحياة إلا باستقامته منذ الطفولة وتنشئته نشأة سوية، وتقع هذه المهمة في المقام الأول على عاتق الآباء والأمهات، لذا وجب عليهم الإلمام بأصول التربية ومبادئها الصحيحة، وفهم طبيعة الطفل وخصائصه واحتياجاته، وكيفية التعامل مع المشاكل التي تخصُّه، وهذا ما قدَّمته الكاتبة نورة أبو تايه في هذا الكتاب بلغة سهلة بسيطة، مستندة فيه إلى الهدي النبوي في التربية.
مؤلف كتاب نباتًا حسنًا
نورة أبو تايه: لها كتابان أحدهما هذا الكتاب “نباتًا حسنًا” الذي يدور حول مبادئ التربية الحسنة والتنشئة السويَّة للأطفال، وكتابها الثاني “كينونة” كتاب تنموي يتحدث عن الأسئلة التي يطرحها العقل ويرتِّب الفوضى التي تسكن النفس، ويُحاول بناء جسر للتفاهم بين الشخص ودواخله، ليُصبح أكثر تصالحًا مع ذاته.