تسييس الإنترنت
تسييس الإنترنت
مؤخرًا أصبح الإنترنت يلعب دورًا خطيرًا في الحياة السياسية، كإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، ونشر الديمقراطية، كما حدث في ثورات الربيع العربي، والثورة الخضراء في إيران، وحركة “احتلوا” في أمريكا التي مهدتها مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، واستفادت منها الحركات الثورية في التواصل وتعبئة المشاركين وتكوين الاتحادات العمالية وجماعات الطلاب. ساهم الإنترنت أيضًا في دعم الاحتجاجات الرقمية وحركات التغيير الاجتماعي، كالتي قام بها مؤسسو مواقع القرصنة الإلكترونية مثل: “ويكيليكس | WikiLeaks وأنونيموس | Anonymous وإنديجنادوس”، كما أتاحت التقنيات الرقمية، مثل برنامج “GPS”، إطلاق مشروعات مثل “خريطة التحرش في مصر” لمحاربة التحرش، من خلال تحديد الأماكن التي تنتشر فيها هذه الظاهرة.
وعلى الرغم من تلك الإيجابيات فقد كان للإنترنت سلبيات خطيرة، فالحكومات الديكتاتورية تستغله في تعقُّب المعارضين واعتقالهم، كما يحدث في كوريا الشمالية وإيران والصين، كما أنها تتجسس على المواطنين عن طريق التنصت على مكالمات الهاتف الخلوي، وتخترق خصوصياتهم من خلال شراء بياناتهم من فيسبوك وتويتر وجوجل، وتُجمع هذه البيانات من غرف الدردشة والرسائل والمكالمات الصوتية، كما تبين عام 2013م أن إدارة الأمن القومي الأمريكي دفعت أموالًا لمايكروسوفت وسكايب وأبل وياهو للحصول على بيانات المواطنين، وساهم الإنترنت أيضًا في انتشار الدعوات السياسية المتطرفة، مثل جماعات تفوق العرق الأبيض ومعاداة الإسلام والجماعات الإرهابية.
الفكرة من كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
الثورة التقنية هي الثورة الرابعة في وسائل إنتاج المعرفة، وقد تبعت الثورات الثلاثة في اللغة والكتابة والطباعة، وأحدثت في مجتمعاتنا تغيرات وتطورات هائلة أربكت عقولنا، فبعض الأشخاص متيمون بالتقنيات الرقمية الحديثة وقدراتها العظيمة، وآخرون يشعرون بالذعر من كونها بداية نهاية العالم الإنساني، لكن معظمنا ما زال يتساءل إلى الآن: هل ستعمل الثورة الرقمية على تحسين حياتنا أم إفسادها؟
إن هذا الكتاب لا يهدف إلى الجزم بإيجابيات التطور الرقمي أو العكس، بل يتعمق داخل التغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية الناتجة عن انغماسنا في العالم الرقمي، كما يلقي الضوء على دور التقنيات الرقمية، كالإنترنت والألعاب الرقمية والتعليم الإلكتروني في حياتنا، ويناقش جوانبها الإيجابية والسلبية كافة بحيادية تامة ،كي نتفادى مخاطرها ونحقق الاستفادة القصوى منها فنجعل عالمنا أفضل.
مؤلف كتاب الحياة الرقمية: الثقافة والسلطة والتغير الاجتماعي في عصر الإنترنت
توماس فيرنون ريد: أستاذ الدراسات الإنجليزية والأمريكية بجامعة واشنطن، وأستاذ زائر بجامعتي يورك وتورونتو، من مؤلفاته:
The Art of Protest.. Culture and Activism from the Civil Rights Movement to the Streets of Seattle.
معلومات عن المترجمة:
نَشْوَى مَاهِر كَرَم الله: حاصلة على الدكتوراه من كلية البنات جامعة عين شمس قسم أصول التربية، ترجمت عدة مؤلفات منها: “خرافة الزعيم القوي”.