تدريس الجنس
تدريس الجنس
على الرغم من ثِقَل تعليم التربية الجنسية لأطفالنا، فإنها خطوة رحيمة بهم، وذلك حمايةً لهم من كل خطر قد يدفعهم نحو الانحراف الجنسي، وقد نصح كثير من علماء النفس بضرورة تعليم الشباب والفتيات التربية الجنسية السليمة منذ المراحل الأولى في حياتهم، ومن الممكن مُدارستها وسط المواد التي يتلقونها في المدارس والجامعات بمنهج يخدم توضيح المجهول عندهم، والإجابة على الكثير من أسئلتهم، فبالفعل نحن نُدَرِّس في مواد العلوم التكاثر والوراثة ووظائف الأعضاء، وفي علم الدين فقه الطهارة، على سبيل المثال، فبدلًا من التلقين المتأخر يجب أن تُبادر المدارس بوضع منهج متزن للمراحل الأولى، كي يتعرَّف كلٌّ من الشباب والفتيات على طبيعتهم، ولا نترك لهم بابًا للانحراف أو الشذوذ، بسبب دافع الفضول منهم للتعرُّف على الجنس الآخر.
كما أن دور الوالدين والمدرسة دور مهم في توضيح حقائق للأطفال والمراهقين، حول طبيعة أنواعهم الجنسية، والرد على أسئلتهم بحقائق علمية وشرعية، وعلى المدرسة دور كبير بعد الوالدين في أن يتوصلوا إلى أبسط وأوضح طريقة، من أجل تدريس التربية الجنسية بشمولية داخل المدرسة دون أي نقص في النواحي العلمية أو الأخلاقية.
كما قد تحمل المدرسة عبئًا مضاعفًا لو كان الأهل ليس لديهم الوعي الكافي بهذه التعاليم، والترحيب بأسئلتهم والإجابة عليهم، وتتضمَّن محاور تعليم التربية الجنسية بشكل عام للأطفال حول: إعطاء المعلومات الجنسية الصحيحة والواضحة للأطفال، وإعطاء الطفل الراحة والطمأنينة والتقبُّل لنوعه الجنسي، ويكون هناك حوار بين الطفل ومُعلِّمِيه حول حقائق ومفاهيم جنسية، دون خجل أو خوف بهدف الفهم التام.
وقد تبيَّن من خلال الدراسات أن هذا يزيد من ثقة الأطفال بأنفسهم ويخرجهم من خيالات الجنس الوهمية، ولكن قد تتطوَّر أسئلة الأطفال حول الكثير وتصعب، على سبيل المثال: قد يسأل لماذا في الدول الأوروبية قد تُنجب امرأة دون أب معروف؟ أو لماذا هذه أنجبت طفلًا ذكرًا، وهذه طفلة فتاة؟ الأصل أن نبحث لهم عن إجابات شافية لصدورهم، وواضحة تحمل مفاهيم علمية وشرعية.
الفكرة من كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
الإعداد للمشروع أهم من المشروع نفسه، وإذا وصفنا بناء الأسرة بمشروع، فهو مشروع سامٍ ومهم جدًّا، لذا فالإعداد له يحتاج إلى رُقِيٍّ في الترتيب والإعداد.
أن تكُوِّن أسرة.. يعني تنشئة جيل سليم النفس والخُلق، وإعدادك إياهم تربويًّا يجب أن يكون تطبيقيًّا شاملًا من نواحٍ عديدة، منها: الاجتماعية والنفسية والدينية والجنسية، ولأننا جميعًا نهتم بنواحٍ كثيرة ونهمل جانبًا مهمًّا، هو في الغالب التربية الجنسية، حتى سَبَّب لنا مشكلات جنسية عدة عند أبنائنا، ما حفَّز الكثير من المُربين والوالدين إلى إعداد أنفسهم كي يتعاملوا مع هذه المشاكل، كما أن العملية التربوية تحتاج إلى وعي زائد حول المجتمع والزمان.
لذا فإننا اليوم سنطرح في هذا الكتاب نقاط مهمة عدة كي نتجنَّب المشكلات من البداية، “فالوقاية خيرٌ من العلاج”، فقد تنقَّل الكاتبان حول أفكار كثيرة منها: مفهوم التربية الجنسية، وأهدافها، ومن المسؤول عن القيام بالتربية الجنسية، وما السن المناسبة لأطفالنا كي نربيهم على ذلك، وكيف آلت بنا الحياة إلى هذا الكَمِّ من الانحرافات الجنسية عند الأطفال والمراهقين!
مؤلف كتاب التربية الجنسية للأطفال والمراهقين
أحمد عبد الكريم: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه في الإرشاد النفسي جامعة عين شمس.
محمد أحمد خطاب: باحث وكاتب، وحاصل على دكتوراه فلسفة في دراسات الطفولة جامعة عين شمس.