بدايات علم النفس العصبي للذاكرة

في عام 1804 قال الفيلسوف الفرنسي مان دي بيران Maine de Biran، إنه لا يمكن أن نعد الذاكرة كيانًا واحدًا، وأصدر كتابًا يشرح فيه هذا، إذ ميَّز بين ثلاثة أنماط للذاكرة كل نمط يعمل على نحو مستقل عن غيره، وقسم هذه الأنماط إلى: الذاكرة التمثيلية، وهي التي تسمح بتذكر الأحداث، والذاكرة الآلية، والذاكرة الحسية، وهما متعلقتان بالتعبير الشعوري عن بعض أنواع السلوك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وأضاف أن هناك عدة أشكال وملكات مختلفة للذاكرة، فهناك أشخاص يتميَّزون بقدرتهم على تذكُّر الأماكن وتفاصيلها، وهناك من يحفظون المقطوعات والنصوص والأرقام والتواريخ بمهارة فائقة، وفي نهاية القرن التاسع عشر بدأت الدراسات التجريبية الأولى والحقيقية للذاكرة، حيث أصدر عالم النفس هيرمان إيبنغاوس أول عمل حول قياس الذاكرة ومعالجتها من منظور سيكولوجي، ودافع العديد عن فكرة وجود عدة أشكال وأصناف للذاكرة.

وفي نهاية القرن التاسع عشر ألف السيكولوجي الأمريكي وليم جيمس كتابه “مبادئ علم النفس” ووضع تقابلًا بين ذاكرة أولية تسمح لنا بالحفاظ على نحو واعٍ ولمدة محدَّدة على الإدراك أو الأفكار، وبين ذاكرة ثانوية تسمح باسترجاع العناصر المختفية إلى الوعي، ومن هنا أقر فكرة الطبيعة المركبة للذاكرة، والتي سوف تفرض نفسها فيما بعد.

إن الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات وتذكرها، وقد يطلق لفظ “ذاكرة” على عدة معانٍ أخرى تختلف بحسب المجالات التي تستخدم فيها، ففي العلوم العصبية مثلًا تعد الذاكرة هي القدرة على اكتساب المعلومات والحفاظ عليها واستعادتها، وفي علم النفس تعرف بأنها إمكانية تكييف السلوك وفق التجرِبة الماضية، وفي مجال الإلكترونيات والمعلومات تعدُّ جهازًا لحفظ البيانات والمعلومات وإدراجها.

يتناول هذا الكتاب لمحة تاريخية موجزة عن مفهوم الذاكرة وتطوره منذ البدايات في العصور السالفة حتى الآن، ويسلِّط الضوء على كيفية اشتغال الذاكرة داخل الدماغ الإنساني وأنواعها في محاولة لفَهم وظيفتها، من منظور العلوم العصبية وعلم النفس وعلم الأحياء وتقنيات التصوير الدماغي.

لورون بوتي Laurent Petit: باحث فرنسي، يعمل بالمركز الوطني للبحث العلمي ضمن مجموعة البحث حول التصوير العصبي الوظيفي، مكَّنته إحاطته العميقة بالأبحاث الجارية في الولايات المتحدة الأمريكية من الإلمام بأهم القضايا المتعلقة بالذاكرة الإنسانية وارتباطها بأنشطة المناطق الدماغية، كما أن له اهتمامات بالمجالات المعرفية التي تهتم بدراسة الذاكرة مثل البيولوجيا العصبية، والسيكولوجيا المعرفية والأنثروبولوجيا.