بالمشاركة تُخلَق الثقة
بالمشاركة تُخلَق الثقة
الخطأ الشائع الذي يقع فيه المديرون أنهم يفترضون أن الناس تُركِّز على النتائج فحسب، ولكن الحقيقة أنه طالما كان هؤلاء الناس جزءًا من العملية التي ستؤدي إلى تلك النتيجة، فإنهم يريدون أن يشعروا أنهم جزء من النتيجة، وأن لديهم رأيًا في اتخاذ القرار، وأنه قد أُخِذ بوجهة نظرهم حتى لو رُفِضت، فالنتائج مهمة نعم، لكنها ليست أكثر أهمية من نزاهة العمليات التي تنتجها.
وهذه العملية تُسمَّى “عملية عادلة”، فعندما يشعر الناس أن قرارًا يمسُّهم اتُّخِذ بطريقة عادلة، فهم يتعاونون مع المديرين ويثقون بهم، ويشاركونهم في أفكارهم، ويكون قبولهم للمتغيرات على شيء من السعة، وبتلك الروح ترتفع نتيجة أداء الشركة حتى وإن كانت النتائج غير جيدة، لكن بعض المديرين لا يمارسون “العملية العادلة” خوفًا من تهديد مكانتهم أو تقليل سلطتهم، لذا فهم يفضلون أن يبقى الموظفون تحت سيطرتهم، كما يعتقد بعض المديرين أنهم يهتمون بما هو أفضل لأنفسهم ولشركتهم، ولكن الحقيقة أن معظم الموظفين يقدِّرون مديريهم إن شاركوهم في العمليات.
والعملية العادلة حتى تطبَّق لا بدَّ من ثلاثة مبادئ، وهي: المشاركة، وهي مساهمة الأفراد في اتخاذ القرارات من خلال دعوتهم إلى المشاركة بآرائهم ومداخلاتهم، وتشجيعهم على تبادل التحدي في أفكارهم، أما المبدأ الثاني فهو الشرح، أي توضيح طريقة التفكير التي عليها تم اتخاذ القرار، فيطمئن الناس أن المديرين قد أخذوا آراءهم ومصالح الشركة في الحسبان، وأخيرًا المبدأ الثالث هو وضوح التوقُّعات، وذلك من خلال ذكر قواعد اللعبة الجديدة ومعايير الأداء، وعواقب الفشل، وطبيعة المسؤوليات الجديدة، فحتى لو كانت النتيجة فاشلة لكنَّ الموظفين سيفهمون طبيعة العملية فهمًا تامًّا، وفهموا أنهم مسؤولون مسؤولية مشتركة مع الإدارة في نجاح الشركة، على العكس مما لو لم يشتركوا، فإن هذا يجعل الموظفين يفقدون الثقة بالإدارة، ويكونون حملًا على الإدارة أكثر من حمل القرار الذي فشل.
الفكرة من كتاب عن إدارة الناس
تعد إدارة الناس فنًّا أكثر من كونها علمًا، فهي ليست معادلة سرية أو مجموعة قواعد يتبعها المدير (القائد) ليدير الآخرين، وتتطلب الإدارة -مثل أي فن آخر- أسلوبًا شخصيًّا متميزًا وكذلك التزامًا حقيقيًّا لتطوير ذلك الفن وإتقانه.
يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة الكُتب الأكثر قراءة الصادرة من جامعة هارفارد لتبسيط مهارات الإدارة، والقيادة، والتخطيط، وغيرها من المهارات التي تساعد على تحقيق أفضل النتائج في الشركات أو فرق العمل، وهذا الكتاب اجتمع فيه عدد من المؤلفين أصحاب الخبرات لتقديم خلاصة خبراتهم في إدارة الناس خلال العمل، وكيفية التعامل معهم لاستخراج أفضل ما فيهم، وذكر أفضل الطرق لتعزيز مهارات الموظفين وتعليمهم حتى لو كان من الفشل.
مؤلف كتاب عن إدارة الناس
شارك في كتابة وإعداد ها الكتاب مجموعة مؤلفين، تابعين لكلية هارفارد للأعمال، وهي كلية أعمال «تمنح الماجستير أو الدكتوراه» تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن في ولاية ماساتشوستس الأمريكية.
من إصدارات الكلية:
إدارة الفرق.
حث وإقناع الآخرين.
كيف تعد خطة عملك.
قيادة الفرق الافتراضية.