انعدام الحوار
انعدام الحوار
يستحق انعدام الحوار في كثيرٍ من البيوت التساؤل، بل التعجب! لكن إذا عُرِف السبب -كما يقولون- بطل العجب، وأهم هذه الأسباب تأثيرًا هو عدم إدراك الآباء والأمهات لأهمية الحوار، بل عدم معرفتهم ببديهيات التربية، وهذا يعود إلى انتشار الأمية والإعراض عن القراءة.
وينعدم الحوار أيضًا في بعض البيوت نتيجة بعض المعتقدات التي يطبِّقها الأبوان في التربية، ومن الواضح لدينا أن هناك ميلًا لدى الآباء -على نحو أخص- إلى التحكُّم بالأسرة، واتباع منهجية الحضور المهيب، وإصدار الأوامر التي يجب أن تنفَّذ دون نقاش.
وقد ورثنا عن أسلافنا هذه المعاني، حتى صار الحوار مع الأبناء يشكِّل نوعًا من التنازل غير المقبول، أو يشير إلى ما يمس الكرامة، فالإنسان كائن اقتصادي بطبعه وفطرته، ولهذا فإنه ينصرف تلقائيًّا عن الأعمال والأنشطة التي لا يرتجي من ورائها نفعًا، ومن هنا يزهد الزوجان في الحوار المتبادل بينهما، وبالتالي مع أبنائهما، ويفعل ذلك الأبناء معهم حين يشعرون بلا جدوى الحوار، واستحالته إلى مضيعة للوقت، ومصدر لتكدير الخواطر.
ومن أهم ما يدعو إلى ذلك: تباين المستوى الثقافي بين الزوج والزوجة، وصعوبة إيجاد أرضية مشتركة للارتقاء بأولادهما، وحين يكون هناك هذا التفاوت بين أفراد الأسرة، فإن اللغة التي يستخدمونها في الحوار لن تكون لغة مشتركة، وتبعًا لذلك يختفي الحوار نفسه! وإذا اكتشف أحد أفراد الأسرة أن أسرته محرومة من فضيلة التحاور، فعليه أن يعرف أسبابًا لذلك، ويبدأ بالتفاهم مع الأم على وجه الخصوص حول ما ينبغي عمله من أجل تحسين الجو الأسري.
الفكرة من كتاب التواصل الأسري
إن التواصل الأسري هو الذي يُمكِّن الأسرة من أن تكون أسرة متفاهمة ومترابطة وناجحة، ويمثل هذا الكتاب محاولة جادة لإعادة مفهوم التواصل بين أفراد الأسرة بلغة بسيطة وميسَّرة، ويوضِّح أيضًا فنون الحوار وما يجب تجنُّبه، وما يجب اتباعه لتصل الأسرة إلى ما يسمَّى الحوار الناجح / الهادف.
مؤلف كتاب التواصل الأسري
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار: كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، وعلى الماجستير والدكتوراه من قسم اللغة بالكلية نفسها. له العديد من المؤلفات والكتب، منها:
العولمة.
عصرنا.
القراءة المثمرة.
العيش في الزمان الصعب.
مدخل إلى التنمية المتكاملة.