الوقاية

يسعى العلم الحديث إلى معرفة طبيعة الاضطرابات النفسية وأسبابها لحماية الأفراد وخفض نسبة الحدوث بين الأصحاء، والتشخيص المبكر للأمراض، والوقاية من تدهور حالة المريض نفسيًّا وجسمانيًّا واجتماعيًّا، ومساعدة الأسرة حتى يعود المريض إلى حالته الطبيعية، ومحاولة تقليل وجود العوامل والظروف التي تُضعف الصحة النفسية للأفراد الموجودة في بيئاتهم الحياتية أو التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بظروف معيشتهم كالفقر والتنمُّر في المدارس وزيادة أعباء العمل والسكن غير الصحي والعنف وسوء المعاملة وغير ذلك.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ويعد العامل الوراثي أساسيًّا لبعض الاضطرابات النفسية، ولكن قد لا تظهر أعراض هذه الاضطرابات إلا إذا تعرَّض الشخص لأسباب اجتماعية أو نفسية تؤدي إلى ظهور المرض، لذلك يجب تفادي تلك الأسباب من خلال الاهتمام بالجوانب العاطفية للطفل في سنين النمو الأولى حتى يتسنى له النمو الصحيح نفسيًّا وجسمانيًّا، وتبصرة الأبوين باحتياجات الطفل، ومعرفة مراحل النمو الطبيعية الصحيحة، وتحسين بيئة الدراسة، والنوم بقدر كافٍ.

كذلك لا بدَّ من المحافظة على العادات الصحية في تناول الطعام وأداء الرياضة بشكل دوري والارتقاء بالعلاقات الاجتماعية ونمو الشخصية، والتخفيف من الضغوط النفسية والاجتماعية في بيئة العمل، والكشف الدوري لتسهيل الاكتشاف المبكر للأمراض والتعامل معها بشكل صحيح للسيطرة عليها وعدم تدهورها، وأيضًا يجب إعطاء الأدوية الضرورية ولا بدَّ من التأهيل التربوي والعلاج المعرفي السلوكي بالتعاون مع الأسرة والمؤسسات التربوية والتأهيلية، والتصدي لمشكلات الإدمان ولا بدَّ من تضافر الجهود الفردية والمجتمعية، وتعزيز الوازع الديني والاجتماعي، ويجب أيضًا الوقاية من الاضطرابات الشخصية الناجمة عن العزلة، والعمل على مساعدة المسنين لتقبُّل التغيير ومواجهة الحياة الجديدة وتعهدهم بالرعاية.

النفس البشرية عالم رحب، لا يمكن حصر جوانبها وما يعتريها من خلل في المراحل العمرية المختلفة، ولا يغفل أحد عن دور الطب النفسي في تعزيز سلامة الأفراد والمجتمعات على السواء والحماية من الانحرافات السلوكية، فيتناول بالدراسة والتحليل ما يتعرض له الشخص في جميع مراحل حياته منذ الولادة إلى اللحظات الأخيرة في الحياة، ويربط بين الصحة النفسية والسلوك ومدى تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الأفراد، وسنتناول في هذا الكتاب باختصار ماهية المرض النفسي وأعراضه وكيفية الوقاية وأمثلة لما يصيب الإنسان من أمراض نفسية في مراحل عمره المختلفة وطرق العلاج والتأهيل. 

أعد هذا الكتاب نخبة من أساتذة الطب النفسي في كليات الطب المختلفة في الوطن العربي ضمن سلسلة “الكتاب الطبي الجامعي”، وهي مبادرة تابعة للمكتب الإقليمي لدعم التعليم الطبي باللغة العربية.