الله (سبحانه وتعالى) في تصوُّر محمد شحرور
الله (سبحانه وتعالى) في تصوُّر محمد شحرور
يرى محمد شحرور أن “كلام الله” هو عين مخلوقاته، فيقول: “كلمة الشمس عند الله هي عين الشمس، وكلمة القمر هي عين القمر”، ثم يقول: “أي أن الوجود المادي (الموضوعي) ونواميسه العامة هي عين كلمات الله!”، وهذا الذي يقوله شحرور يعني أن كلام الله “مخلوق”، لأن جميع الموجودات مخلوقة، وهذا باطل، لأن كلام الله غير مخلوق، كما أن قوله إن الوجود المادي الموضوعي هو عين الله، يترتب عليه أن من يعبد أيًّا من المخلوقات فهو يعبد الله، وهذا كلام فاسد، يشبه مقولات من يقولون بوحدة الوجود!
ثم إن الموجودات لا يقال عنها إنها مجرد كلام، لأن الكلام صفة تقوم بالموصوف، فكلام الله صفة قائمة بذاته، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “كلام الله تكلَّم به بنفسه، تكلَّم به باختياره وقدرته، ليس مخلوقًا بائنًا عنه، بل هو قائم بذاته”، ويقول الإمام الأشعري عن كلام الله: “هو صفة أزلية قائمة بذات الله تعالى”، بينما المخلوقات هي ذوات تقوم بها صفات، وبالتالي يخلط شحرور عندما يجعل كلام الله هو عين مخلوقاته!
ولا يكتفي شحرور بذلك، إذ يقول: “الله مطلق، وكلامه مطلق”، ثم يقول: “نحن نسبيون”، وهذا تناقض ظاهر للعيان، فإذا كان يرى أن كلام الله هو عين مخلوقاته، والإنسان مخلوق، وبالتالي هو كلمة من كلمات الله، إذن فالإنسان مطلق، وبالتالي فقوله بعد ذلك: نحن نسبيون، هو تناقض فج، وسبب قول شحرور به راجع إلى أنه يريد أن يجعل الفهم البشري للقرآن الكريم نسبيًّا، ومن هنا تسنح له الفرصة أن يصف فهم الصحابة (رضي الله عنهم) والسلف أن فهمهم نسبي مثل فهمنا، وبالتالي يتمكن شحرور من القول إننا لسنا في حاجة إلى فهمهم للقرآن!
الفكرة من كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يستعرض هذا الكتاب منهج واحدٍ من الشخصيات المثيرة للجدل على الساحة العربية، وهو “محمد شحرور” الذي تم تقديمه على شاشات التلفاز على أنه باحث ومفكر ومجدِّد للفكر الإسلامي، ليبيِّن لنا من خلال تتبُّع الأسس التي يقوم عليها منهجه أنه عابث بمفردات اللغة ومعانيها، ويقوم بتحريف معاني ألفاظ آيات القرآن الكريم بوضعه معاني لا تتحمَّلها تلك الألفاظ، إذ لما استحال تزييف كلمات القرآن وتغيير حروفه، لجأ شحرور ومن صار على نهجه إلى تحريف معانيه تحت اسم “قراءة معاصرة” للقرآن، ما أدى إلى إفراغ آيات القرآن من معانيها ومقاصدها مبتدعًا مقاصد ومعاني جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، كما يبيِّن لنا الكاتب الأسس الفلسفية الفاسدة التي تبنَّاها شحرور ليُقيم عليها منهجه التلفيقي.
مؤلف كتاب بؤس التلفيق.. نقد الأسس التي قام عليها طرح محمد شحرور
يوسف سمرين: كاتب شاب له اهتمام كبير بالمجال الفكري والفلسفي، وله نشاط نقدي كبير، حيث صدرت له عدة مؤلفات، منها: “موقف ابن تيمية من نظرية الحادث”، و”تناقضات منهجية.. نقد أطروحة عدنان إبراهيم للدكتوراه”، إلى جانب كتابه “بؤس التلفيق”، كما أن له أعمالًا مسموعة مثل: “سلسلة مدخل إلى الفلسفة”.