العلاقة بين الأطباء والمرضى
العلاقة بين الأطباء والمرضى
يذهب المريض إلى الطبيب ويشرح ما يمر به من ألم وتقلبات منتظرًا منه علاجًا لمشكلته فيه مخرج سريع وحتمي، فيصبح المريض بشكلٍ ما تابعًا أو فردًا مُتلقيًا للعلاج فحسب من الطبيب دون النظر إلى حالته أو فهم ما يمر به، لذا فإن أغلب المرضى أصابهم عدم فهم لحالتهم، وذلك ليس لسوء تشخيص الطبيب للحالة أو عدم دقته، لكن في الغالب يكون بسبب القلق الزائد عند المريض نفسه مما يؤدي إلى فهم حالته بشكل خاطيء.
بعد فحص الطبيب للمريض بأمانة قد يخبره بأنه لا يوجد لديه أي مرض عضوي خطير ولا يحتاج إلى علاج أو جراحة، لكن المريض لأنه مُحمل بالألم بدلًا من انصياعه لتشخيص الطبيب قد يفهم تشخيصه بشكل خاطئ فيزيد من غضبه واكتئابه؛ ظنًا منه أن الطبيب يقصد بهذا اتهامه بادعاء الألم أو الخلل العقلي أو أنه يكتم عنه خبرًا سيئًا حول مرضه، وفي كل الأحوال ينهار المريض نتيجة لذلك، لكن قد يلح المريض في ذهابه إلى الطبيب بأن حالته لا تتحسن وتظهر عليه أعراض الاكتئاب، فيلجأ الطبيب إلى إظهار بعض الاهتمام بحالته بأن يصف له أدوية طبية، لكن على المريض في هذه الحالة أن يناقش طبيبه حول حالته وما يلازمه من ألم، وعلى الطبيب أن يخبره بأنه لا علاج له عضويًّا، بل عليه الذهاب إلى عيادات معالجة الألم، وقد ينصحه بالذهاب إلى طبيب علاج طبيعي ليساعده أكثر على استعادة النشاط والحركة.
وإن كتب الطبيب للمريض أدوية طبية، فعلى المريض سؤال الطبيب حول هذه الأدوية، ما اسمها؟ وما فائدتها واستخداماتها؟ وما أعراضها الجانبية السلبية والإيجابية؟، لكن إن كان بالفعل يتناولها فعليه أن يقف لبرهة مع نفسه، هل حقًّا هذه الأدوية تخفف من الألم ومفيدة؟ أم يكررها لتكون لها نتيجة قوية فعالة؟!، وأن يستفسر من طبيبه إن وجد أنها بلا تأثير مفيد لألمه عن كيفية التوقف عن تناولها بطريقة آمنة عن طريق تقليلها، كي لا يُصاب بعرض جانبي سلبي على صحته نتيجة لتوقفه المفاجئ لتناولها.
الفكرة من كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
في هذا الكتاب يعرض لنا الكاتب نيفيل شون كيفية التعايش مع الألم وإدارته وفهم الألم وطرق التحكم فيه، وتحويله من ألم تعجيزي إلى تحفيزي، فالكاتب تعرض لانتكاسة صحية حولته من شخص رياضي أكاديمي متفاعل في الحياة إلى شخص عاجز لا يقوى حتى على حمل كتاب يقرؤه لدقائق قليلة ولو حتى على حامل، إلى أن جاء يوم أُقيم فيه برنامج عن إدارة الألم في إحدى المستشفيات، وحضره الكاتب بعد أن نصحه عدد من الأطباء بحضوره، وعلى الرغم من بساطة المحتوى المعروض في هذا البرنامج، فإنه غيّرَ حياة الكاتب والعديد من المرضى معه واستعادوا معه حماسهم تجاه الحياة، وتعلم الكاتب مهارات كثيرة للتعامل مع عجزه وتقويةَ بدنه وكيفية التعايش مع ألمه بشكل تحفيزي لا تعجيزي، وهذا ما جعله يكتب تجربة معايشته للألم الذي ما زال يحمله حتى الآن، فقط ليساعد من هم في مثل ظروفه ومن عانوا من الألم لمدة تزيد على ثلاثة أشهر أو من يعانون ألمًا مستمرًّا، ولم يعرض إلا أشياء جربها بالفعل ويعرف نتيجتها، ليكون دليلًا للمتألم لخوض التجربة والتغلب على التحديات التي توقف حياته.
مؤلف كتاب كيف تتعايش مع الألم؟
نيفيل شون: هو أستاذ جامعي، كان حريصًا على ممارسة الرياضة، وكانت حياته الاجتماعية زاخرة بالأحداث إلى أن أصابه مرض في العمود الفقري، أدى إلى إصابته بالعجز وعدم الحركة وشعوره بالألم المستمر، مما دفعه إلى ترك العمل والإصابة باليأس، لكنه بعد فترة أدار حياته واستعاد نشاطه، واشتهر بكتابنا الذي نعرضه اليوم “كيف تتعايش مع الألم؟”، وله عدة مؤلفات أخرى منها “حِمية الألم المُزمن The Chronic Pain Diet Book”، و”كتيب إدارة الألم Pain Management Handbook”، وكتاب “السرطان – شأن عائلي Cancer – a Family Affair”.