العلاقات الاجتماعية والشعور بالسعادة
العلاقات الاجتماعية والشعور بالسعادة
إن أول العوامل التي تؤثر في درجة شعور الشخص بالسعادة هو العلاقات الاجتماعية للشخص، وللعلاقات الاجتماعية بمختلف صورها عدة فوائد في حياة الشخص، إذ توفر له الدعم الاجتماعي اللازم، وتقلل من شعوره بالوحدة والاكتئاب، وتحسن من حالته المزاجية، فعلى سبيل المثال علاقة الزواج المستقرة توفر الدعم والإشباع لكلا الطرفين، وكلما زاد التوافق والتآلف بين الطرفين زاد شعورهما بالسعادة.
ينطبق الأمر ذاته على علاقات الصداقة التي تعد مصدرًا للدعم والطمأنينة نتيجة مشاركة أشخاص آخرين الاهتمامات نفسها، ولما توفره من تحسين فوري للحالة المزاجية للفرد.
ويتحدد أثر العلاقات الاجتماعية في الشعور بالسعادة بناءً على طبيعة العلاقة الاجتماعية وقوتها، فكلما زادت قوة العلاقة الاجتماعية تمكنت من زيادة شعور الشخص بالسعادة، وتعد علاقة الحب من أبرز الأمثلة على ذلك.
كذلك كلما زاد التوافق والتآلف بين طرفي العلاقة زاد شعور كلا الطرفين بالسعادة، وتعد علاقة الزواج من أبرز الأمثلة على ذلك.
ورغم أن المؤثر الحقيقي في درجة شعور الشخص بالسعادة ليس كثرة العلاقات الاجتماعية، وإنما طبيعتها، فإن فرص الأشخاص النشطين اجتماعيًّا في الحصول على علاقات اجتماعية مستقرة توفر لهم الدعم الاجتماعي اللازم، أكبر من فرص الأشخاص الخاملين اجتماعيًّا، ومن ثم تزداد درجة شعور الأشخاص النشطين اجتماعيًّا بالسعادة مقارنةً بالأشخاص القليلي العلاقات الاجتماعية.
الفكرة من كتاب سيكولوجية السعادة
إن مصطلح السعادة يستخدم بشكل يومي في عصرنا الحديث خلال الحديث بين الأصدقاء، وبين زملاء العمل، وبين أفراد العائلة.
وأصبحت القرارات والسلوكيات اليومية التي تصدر عن الشخص تحتكم إلى مستوى شعوره بالسعادة والرضا عند القيام بها، وليس إلى درجة صحة السلوك أو خطئه.
وباختصار.. أصبحت السعادة في عصرنا الحديث مطمعًا لكل فرد داخل المجتمع، فما مفهوم السعادة؟ وما أهم العوامل التي تؤثر في درجة شعور الشخص بالسعادة في أثناء حياته؟ يحاول هذا الكتاب الإجابة عن هذه التساؤلات، عن طريق الاستعانة بعديد من الدراسات التي تناولت قضية السعادة، وعلاقتها بالأنشطة اليومية في حياة كل شخص من زوايا مختلفة.
مؤلف كتاب سيكولوجية السعادة
مايكل أرجايل: أستاذ باحث بعلم النفس الاجتماعي في جامعة أكسفورد، له عشرات من البحوث المنشورة، وعديد من الكتب المؤلفة في مجال علم النفس الاجتماعي، تُرجم له إلى العربية مؤلَّف بعنوان: “علم النفس ومشكلات الحياة الاجتماعية”.
معلومات عن المترجم:
فيصل عبد القادر يونس: أستاذ مساعد بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة، نشر له عديد من البحوث في موضوع علاقة البيئة بالسلوك، وتأثير البيئة في شخصية الفرد.