العلاج الروحي!
العلاج الروحي!
تنتشر في الولايات المتحدة وغيرها جمعيات للعلاج الروحي، ولها دعاية ومنشورات تزعم قدرتهم على شفاء الأمراض المستعصية على الطب الطبيعي وتحقيق المعجزات، ويُروَّج في الفلبين لما يسمى بالجراحات الروحية؛ حتى إن أكثر الرحلات السياحية إليها تتضمَّن زيارات العيادات الجراحية هنالك، وقد قصَّ الدكتور نولين -وهو جراح مشهور- حكايته مع بعض مشاهير المعالجين الروحيين وكانت أشهرهم في أمريكا: كاترين كولمان، وقد ذهب إليها نولين يوم الأحد الذي تعقد فيه جلستها الروحية فوجد عيادتها كمسرح للطقوس الدينية يبدأ العرض فيه بأناشيد دينية وأجواء تبث الراحة والطمأنينة ثم تظهر كاترين في هيئة ملائكية جذابة مردِّدة كلمات عذبة عن الرب والروح القدس والمعجزات، ثم تعلن أن الروح القدس بدأ في علاج أحدهم، وأنه ليس لها من الأمر شيء، وتكشف عن حالات مرضية بين الحضور كحالة سرطان رئة بدأت توًّا في التعافي، وتتوالى في كشف المرضى وتوزيع الشفاء عليهم بالتوازي مع شعائرها الروحية التي تمارسها ببراعة لا يستطيع معها الحاضرون مقاومة تأثيرها حتى تجردهم من كل تفكير عقلاني وتنقلهم إلى عالم آخر حتى إن دكتور نولين نفسه تأثر، فعندما ذكرت كولمان عدة مرات أن ثمة من يشكو من التهاب كيسي كان يحرِّك ذراعيه ليرى إن كان شفي بالفعل، وكان مصابًا بالتهاب إثر حادثة سابقة، وكانت كولمان ممثلة بارعة.
تقصَّى نولين ٨٢ حالة أعلنت شفاءها عند كاترين واستقبل منهم ٢٣، فلاحظ أن حالات شفاء وهمية (بلاسيبو) أو مؤقتة أو لم تشفَ بالأساس، ونولين نفسه لم يُشفَ من ارتفاع ضغط دمه، لكن ربما لأنه لم يعتقد في جدوى العلاج كما تشترط كاترين، ولكن كان من بين الحالات فتاة مصابة بضمور العضلات بسبب التصلُّب المتعدِّد وهو مرض دوري يروح ويجيء ويتأثر بالحالة النفسية، وقد استطاعت أن تتحرَّك بصعوبة جلال الجلسة الروحية وادَّعت كاترين أن ذلك بسبب أنها لم تستخدم عضلاتها لمدة طويلة وسوف تتحسن، ولكن ظلت الفتاة كسيحة، وشاب أعلن شفاءه من الصداع النصفي ثم عاوده خلال أسبوع، وغيرهما.
الفكرة من كتاب الإنسان الحائر بين العلم والخرافة
جاء في لسان العرب: الخُرافة الحديثُ الـمُسْتَمْلَحُ من الكذب وذكروا في قولهم: “حديثُ خُرافة” أنَّه رجل من بني عُذْرَةَ أَو جُهَيْنةَ، اخْتَطَفَتْه الجِنُّ ثم رجع إلى قومه فكان يُحَدِّثُ بأَحاديثَ مما رأى يَعْجَبُ منها الناسُ فكذَّبوه فجرى على ألسُن الناس.
ولكل عصر خرافاته، غير أن خرافات العصر الحديث -وإن كانت لها جذور قديمة- تتخذ لبوس العلم، وتتشبَّع زورًا بروح منهجه، وساعد على رواجها طبيعة الإنسان الجانحة إلى الخيال وأجهزة الإعلام الباحثة عن الإثارة، ورغبة بعض الأذكياء الاشتهار أو التربُّح السريع على حساب جهل الدهماء من الناس، ويتناول هذا الكتاب بعض الخرافات الحديثة المنتشرة، مُقدِّمًا لها التفسير العلمي الصحيح بأسلوب مبسط.
مؤلف كتاب الإنسان الحائر بين العلم
الدكتور عبد المحسن صالح: وُلد بمحافظة بني سويف في ٢٤ فبراير عام ١٩٢٨، وتخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام ١٩٥٠، ثم حصل على درجتي الماجستير عام والدكتوراه من الجامعة نفسها في علم الكائنات الدقيقة، وعمل أستاذًا لعلم الكائنات الدقيقة بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وكان عضوًا في جمعية الميكروبيولوجيا التطبيقية، وتُوفي بين كتبه وأبحاثه في غرة رمضان عام ١٩٨٦.
ومن مؤلفاته:
– التنبؤ العلمي ومستقبل الإنسان.
– مسكين عالم الذكور.
– الميكروبات والحياة.