العقل السليم في الجسم السليم
العقل السليم في الجسم السليم
كان الافتراض السائد قديمًا أن أنظمة الجسم تعمل بشكل مستقل، ونادرًا ما يؤثر أحدها في الآخر، ولكن مع ما نمتلكه الآن من معلومات، فنحن نعلم بشكل مؤكد أن كل الأنظمة متصلة بعضها ببعض، وصحة نظام قد تقي الآخر الأمراض، ويتأثر الدماغ بصحة العديد من الأنظمة المختلفة، ومن أهمها: نظام القلب والأوعية الدموية: إذ يحتوي القلب على آلاف الخلايا العصبية التي تسمح بنقل المعلومات من الدماغ وإليه، كما يتصل به من خلال العصب الحائر | Vagus nerve، وأثبتت الدراسات المجراة على كبار السن أن أصحاب القلوب الصحيحة تشيخ أدمغتهم بمعدل أقل وتكون قدراتهم المعرفية أفضل.
وتتأثر صحة القلب بعوامل عدة منها: ضغط الدم، إذ أثبتت الدراسات أن الحفاظ على ضغط دم طبيعي له أثر فعال في الوقاية من الخرف والاحتفاظ بدماغ فعال، ويُعد الجلوكوز الغذاء الرئيس للدماغ وأنظمة الجسم المختلفة، لذا يلعب معدل سكر الدم دورًا هامًّا في صحة القلب والدماغ، إذ تؤدي معدلاته المرتفعة إلى الوزن الزائد مما يزيد من معدلات الإصابة بالخرف والاكتئاب والتهابات الأوعية الدموية، بينما تسبب معدلاته المنخفضة اضطرابات في الانتباه والتركيز.
وأحد أهم الأنظمة المرتبطة بالدماغ كذلك هو الجهاز الهضمي، إذ يتصل به من خلال ملايين الخلايا العصبية والعصب الحائر كذلك، ولكن أهم ارتباط بين الدماغ والجهاز الهضمي هو البكتيريا النافعة، فعلى مدى القرون الماضية اكتسبت البكتيريا سمعة سيئة، ولكن مع التقدم العلمي رُبِطت بالعديد من الفوائد مثل: الحفاظ على جهاز مناعي متوازن مما يُخلص الدماغ من السموم، وكذلك إنتاج الناقلات العصبية التي تتحكم في المزاج العام مثل السيروتونين، ولحماية هذا النظام المعقد والمفيد يجب تجنب تناول المضادات الحيوية بكثرة ودون وصفة طبية، إذ تسبب اضطرابًا في عمل البكتيريا النافعة مما يؤثر سلبًا في الدماغ.
الفكرة من كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
في عالم مليء بالمشتتات بأنواعها كافة، ومع نمط حياة متسارع، أصبح على أدمغتنا التكيف مع الكثير من الأمور، وحتى المهمات اليومية والأولويات تغيرت على مدى القرون الماضية، فبعدما كانت تتمحور حول النجاة لدى أسلافنا القدامى، أصبحت أولوياتنا أكثر تعقيدًا، وتحولت المخاطر من الموت بالجوع أو البرودة الشديدة إلى المخاطر الصحية المتعلقة بالأطعمة السريعة، أو مخاطر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي في جودة الحياة النفسية.
فكيف تأقلمت أدمغتنا مع كل هذه التغيرات؟ وهل مع تحسن جودة الحياة الصحية ستتمكن أدمغتنا من البقاء في مرحلة الشباب لوقت أطول أم هل من المحتم أن نخسر ذكرياتنا وقدراتنا مع التقدم في العمر؟ وما العلاقة بين الدماغ وصحة باقي أجزاء الجسم؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المشوقة وغيرها الكثير.
مؤلف كتاب الدماغ المضاد للشيخوخة: استراتيجيات جديدة لتحسين الذاكرة، وتعزيز المناعة، ومحاربة الخَرف
مارك مليستين: خبير في صحة الدماغ، ومتحدث معترف به دوليًّا، حاصل على الدكتوراه في مجالي الكيمياء الحيوية والجزيئية، وأجرى عديدًا من الأبحاث في عدة اختصاصات مثل: علم الأعصاب، والجينات، والأمراض المعدية.
ملحوظة:
لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.