العطاء على مستوى الأطفال والعالم
العطاء على مستوى الأطفال والعالم
يساعد منح الوالدين الوقت لأبنائهم على تقوية الروابط وزيادة الثقة بأنفسهم، فالأطفال كالكبار يحتاجون دائمًا إلى شعور الانتماء وأنهم ذات أهمية في حياة الآخرين، وكل ذلك يأتي من خلال منحهم الوقت، وعطاء الوالدين لا يتوقَّف، ومن ضمن هذا العطاء السماح لهم بالتعبير عن مشاعرهم دون الخوف من السخرية، وعدم المعاقبة على المشاعر السلبية، وسوف يتعلَّمون بذلك احترام أنفسهم والآخرين.
والأطفال الذي يتعلَّمون أن يكتبوا خطابات للمرضى في المستشفيات أو يصنعوا الألعاب للأطفال الفقراء، يكونون أكثر تقبلًا لمساعدة الغير عندما يكبرون، وأيضًا السماح للأطفال بتحديد الجهة التي يرغبون في توجيه العطاء إليها تمنحهم الشعور بالسلطة وتحمل المسؤولية، وأيضًا تشجيع الأطفال على العطاء سيساعد فيما بعد على محاربة التهكم والسخرية وتقوية الديمقراطية في العالم.
وتصبح المجتمعات أكثر قوة عندما يلتزم أفرادها بالمشاركة والتواصل بعضهم مع بعض، وبناء مجتمع متماسك يحتاج إلى استثمار الوقت والطاقة، وتقبل رفض الآخرين للتواصل، إذ إن هناك أشخاصًا يدخلون في حالة من اليأس وقلة الحيلة بسبب شعورهم بأن فرص النجاح قليلة وأنهم لن يستطيعوا ترك بصمات إيجابية على العالم، ويرغب البعض في تقديم العون لبعض المسنين غير الأقرباء الذين يعانون الوحدة، عن طريق التحدث إليهم، ومساعدتهم في التبضُّع، وهذه الأفعال قد تسهم في إبطاء عجلة الحياة السريعة وتدعو مقدمي العطاء إلى التأمل، وتعلُّم أشياء جديدة.
ومن صور العطاء الكبرى: العمل على إيقاف عمليات التعذيب حول العالم والتخلص من الألغام البشرية، وقد لا يتم حلها بشكل كلي، لكن على الأقل قد حدث ذلك بشكل جزئي، حيث اختفى العديد من تلك المشكلات، وتحقَّقت العدالة بصورة أوسع في العالم بسبب الجهد الاشتراكي. ومن الأحرى توجيه العطاء إلى المؤسسات الصغيرة، فضلًا عن المؤسسات الخيرية المعروفة لأن هذه المؤسسات قد تنجح في تحقيق فروق كبيرة.
الفكرة من كتاب قوة العطاء
تزامنًا مع عالم تعمه الفوضى والدمار، يوضح الكاتبان ما يمكن أن يفعله الأشخاص العاديون لتضميد جراح الآخرين وتخفيف آلامهم من خلال العطاء، فالجميع يملك شيئًا ليمنحه أيًّا كانت صورته، سواء كان وقتًا، أو مالًا أو حكمة أو أي صورة أخرى، ويبرزان كيف يكون العطاء وأين ومتى، موضحين صور هذا العطاء.
مؤلف كتاب قوة العطاء
عظيم جمال: متحدث ملهم ومستشار إداري ومدرب تنفيذي، لديه ثلاثة مؤهلات مالية مهنية، لكنه غير مهنة “محاسبة الأعمال” إلى “محاسبة الحياة” خلال تجربة مثيرة للروح في أثناء العمل التطوعي في العالم النامي، وقد ألَّف العديد من الكتب بما في ذلك The Corporate Sufi وThe Power of Giving.
هارفي ماكينون: كاتب ومؤلف، له العديد من الكتب منها: Hidden gold، والكتاب الذي بين أيدينا.