الصفقة الجديدة وأثرها في الاستقرار الاقتصادي
الصفقة الجديدة وأثرها في الاستقرار الاقتصادي
لقد أولى الرئيس فرانكلين روزفلت الشأن الاقتصادي اهتمامًا كبيرًا، فقد بدأ بتنفيذ برنامجه للإصلاح الاقتصادي الذي أطلق عليه لقب “الصفقة الجديدة”، إذ بدأ العمل على إصلاح القطاعات المالية والزراعية والصناعية، وتركزت الجهود الأولى لبرنامج الصفقة الجديدة على إدارتين رئيسيتين لإعادة صياغة قواعد الاقتصاد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما الإصلاح الزراعي والإنعاش الوطني.
لكن سرعان ما أصاب المزارعين البسطاء في أمريكا في تلك الفترة الأسف الشديد، لما عانوه من اجتماع المشكلات عليهم، والتي تمثلت في الجفاف والديون وغزو الحشرات وتقليل حيازات الأراضي، إضافة إلى تآمر مجموعة مختلفة من العوامل لإبقاء المزارعين تحت ضغوط، وجعلت التقنيات الباهظة والمبتكرة الزراعة أبعد ما تكون عن كونها عملًا أُسريًّا، وأقرب إلى كونها شأنًا صناعيًّا، إلا أنه رغم ذلك وفي الوقت الذي شنت فيه القوى الأوروبية الحرب، سارع الأمريكيون إلى إطعامهم بتحويل الحقول لزراعة الحبوب، تلك الحقول التي ربما أصبحت لولا ذلك أرضًا بورًا ومراعى.
وعلى جانب آخر اعتمدت السياسة الصناعية، على تقليد راسخ يتعلق بمركزية السلطة من أجل ضبط الأسعار، مستعيدة بذلك عصرًا ذهبيًّا قد مضى، إبان الحرب العالمية الأولى عندما كانت الحكومة تتعاون مع أقطاب التجارة في مجلس الصناعات الحربية لتشجيع التعاون والرقابة على الإنتاج، ولقد تأقلمت عملية التصنيع مع الرقابة المركزية بسرعة أكبر مما فعلت الزراعة، وأتاح الابتكار في التكنولوجيا والتقنيات بدائل من الآلات وكفاءة الإدارة أكبر بكثير من أجل توظيف العمالة الماهرة.
وبالرغم من تخلي القطاعات الأساسية من إدارة الإصلاح الزراعي وإدارة الإنعاش الوطني عن عناصرها الإدارية الأكثر توجهًا نحو مركزية الدولة، فإنه استمر بقاء الإدارتين، إذ إن أيًّا من البرنامجين لم يهدف إلى انتعاش اقتصادي سريع، ولكن حاولا بدلًا من ذلك تحقيق توازن مختلف في توزيع الثروة والسلطة بين الأمريكيين من المدينة إلى الريف.
الفكرة من كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
لم تكن الصفقة الجديدة هي التي أنهت الكساد الكبير، بل المصانع التي أنتجت أسلحة الحرب العالمية الثانية هي التي أنهته.
يستعرض الكتاب أحد أهم الأحداث الاقتصادية عبر التاريخ، ألا وهو أزمة الكساد الكبير، وكيفية تعامل الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس فرانكلين روزفلت معها عن طريق حزمة من السياسات عرفت باسم الصفقة الجديدة، كما يلقي الضوء أيضًا على تلك الفترة العصيبة التي كانت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وما نتج عنها من تشكُّل النواة الأولى لمشروع تسلم الولايات المتحدة الأمريكية عرش الاقتصاد العالمي.
مؤلف كتاب الكساد الكبير والصفقة الجديدة
إريك راشواي: كاتب، وأستاذ التاريخ بجامعة كاليفورنيا في ديفيس.
كتب العديد من المقالات في مجلة “ذي أمريكان بروسبيكت” وجريدة “ذا فاينانشال تايمز”، وصدر له الكثير من المؤلَّفات منها:
أمة مبارَكة بين الأمم: كيف صنع العالم أمريكا.
الكساد الكبير والصفقة الجديدة.
اغتيال ماكينلي: صناعة أمريكا ثيودور روزفلت.