الشخصية العدوانية
الشخصية العدوانية
يتفق العموم على أن الشخص يتصرف بعدوانية معك عندما يؤكد حقوقه الشخصية على حساب حقوقك الأساسية، وتظهر أعمال العدوان بشكل واضح بعدة طرائق مختلفة ويُعبر عنها بدرجات متفاوتة، سواء كانت كلامية أو غير كلامية، ومنها: حبه للتحدي، وتحويل المسائل معه بسرعة إلى هجوم شخصي، ومقاطعته الدائمة لحديثك، والاستخفاف بآرائك أو عدم الاهتمام بها، وسرعة غضبه وامتعاضه منك، واتخاذه للقرارات المتعلقة بك من دون الرجوع إليك.
وعندما نبحث عن الأسباب التي تجعل تلك الشخصيات عدائية تجاه الآخرين، سنجد ببساطة أن الآخرين يكونون عدوانيين تجاهنا لأنهم يحصلون على مكافأة فورية أو تعزيزًا لأسلوب سلوكهم العدواني، ومن ثم يستمر العدوان.
يتضح من المذكور أعلاه أن الشخص العدواني يعد من الشخصيات الصعبة، ولا شك في أن سلوك الشخص العدواني يؤثر سلبًا في الروح المعنوية والحركة والأداء في العمل، ولا ينبغي تجاهله، فهذا النمط العدواني في الشخصية يشعل ردود أفعال غير عادية من الآخرين ويثير رغبة في الانتقام واستعادة الكرامة من الشخص العدواني.
يمكن أن يتخذ هذا الرد غير العادي عديدًا من الأشكال، ولكنه في النهاية يؤدي إلى تدهور الأداء وانخفاض مؤشرات العمل وتراجع مستويات الإبداع، وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون الشخص العدواني قدوة سيئة للآخرين في مكان العمل، إذ يعزز السلوك العدواني في المنظمة بشكل عام، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع السيئة في البيئة العملية.
الفكرة من كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
تلعب جودة العلاقات الإنسانية دورًا حيويًّا في تحديد صحتنا ورفاهيتنا، ويمكن أن يتيح مكان العمل فرصًا لتطوير شبكات الدعم الاجتماعي التي تحمينا من الضغوطات الناجمة عن الحياة الحديثة.
ويُقال إن زملاء العمل يُمَثِّلُونَ عائلة بديلة لنا، وقليلون هم الأفراد القادرون على العملِ والازدهارِ بنجاحٍ في العزلة الاجتماعية، ورغم ذلك، فإن هناك بعض الأشخاص في مكان العمل قد نفضل أنْ نَعيش من دونِهم، لأننا نجدُ صعوبةً شديدةً في العيش والعمل معهم.
إن فن التعامل مع الناس يعد مهارة تتقنها القلة، وذلك بسبب اختلاف نفسيات البشر، لذا يقدم هذا الكتاب نموذجًا للتعامل مع فئة محددة من الأشخاص، وهم الأشخاص ذوو الشخصيات الصعبة أو العسيرة.
مؤلف كتاب فن التعاطي مع الشخصيات الصعبة
كاري إل.كوبر: مؤلف ومحرر لعدد كبير من الكُتب، وُلد في الولايات المتحدة، وهو أستاذ متميز في علم النفس التنظيمي والصحة في كلية الإدارة جامعة لانكستر، وهو الرئيس المؤسس لأكاديمية إدارة بريطانيا، وأحد الأعضاء القلائل في المملكة المتحدة في أكاديمية إدارة (أمريكا)، ورئيس سابق للجمعية البريطانية للإرشاد والعلاج النفسي، ورئيس لمنظمة “RELATE”، ورئيس أكاديمية العلوم الاجتماعية، وفي عام 2014 حصل على لقب فارس لمساهمته في العلوم الاجتماعية.
فاليري ساذرلاند: شاركت مع كاري كوبر في تأليف عدد من الكتب، أبرزها:
Organizational Stress Management: A Strategic Approach